فيما كان المبعوث الدولي والعربي المشترك كوفي عنان يبلغ الرئيس السوري بشار الأسد أمس بضرورة اتخاذ إجراءات جريئة لإنهاء العنف وإطلاق سراح المعتقلين، كانت العواصم العالمية تتخذ إجراءات كبيرة ومتزامنة لطرد دبلوماسييه، ردا على مجزرة الحولة.
وكشفت مصادر دبلوماسية أميركية مطلعة عن أن إيران سعت خلال اجتماعها مع مجموعة (5+1) في بغداد في 23 الجاري لمقايضة برنامجها النووي بالتدخل في شؤون سورية والبحرين.
صعدت الدول الغربية من مواقفها حيال نظام الرئيس السوري بشار الأسد مع إعلان الولايات المتحدة والدول الأوروربية الكبرى بالاتحاد وكندا وأستراليا طرد دبلوماسيين سوريين في عواصمها ردا على مجزرة الحولة. فقدأعلن الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند طرد سفيرة سورية في باريس لمياء شكور، وأكد أن اجتماعا لمجموعة "أصدقاء سورية" سيعقد مطلع يوليو في العاصمة الفرنسية.
وقال هولاند "أجريت محادثة أول من أمس مع ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني. وتحادث وزير الخارجية لوران فابيوس مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون واتفقنا على ممارسة بعض الضغوط على سورية". وأضاف "إنها أيضا سفيرة لدى اليونيسكو سيكون لذلك بالتالي تأثير على سرعة تنفيذ قرار الطرد". وقال فابيوس في تصريحات نشرت إن الرئيس السوري يقتل شعبه ويجب تنحيه عن السلطة بأسرع ما يمكن.
كما تم استدعاء سفير سورية في ألمانيا لإبلاغه بقرار طرده في مهلة 72 ساعة. كذلك تبلغ القائم بالأعمال السوري في لندن الذي استدعته وزارة الخارجية البريطانية أول من أمس بقرار طرده. بدورها أبلغت روما ومدريد السفيرين السوريين لديهما بالتدبير نفسه، فيما تم استدعاء سفير سورية في بلجيكا. كذلك طردت بلغاريا القائم بالأعمال السوري.
وفي بروكسل صرح دبلوماسي أوروبي أنه لا يوجد في هذه المرحلة أي تنسيق للطرد على مستوى الاتحاد الأوروبي. لكن دبلوماسيا أوروبيا في باريس صرح بأن القرار موضع تشاور على الأقل بين باريس وبرلين ولندن. وذكر الدبلوماسي أن سفراء دول الاتحاد الأوروبي "عبروا بانتظام عن مواقف متباينة حول ضرورة الاحتفاظ بعلاقات دبلوماسية مع دمشق".
وفي واشنطن أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في بيان أن الولايات المتحدة قررت طرد القائم بالأعمال السوري في واشنطن ردا على مجزرة الحولة. وقالت المتحدثة إن زهير جبور الذي يعتبر أعلى دبلوماسي سوري رتبة في واشنطن اُبلغ بأن لديه 72 ساعة لمغادرة البلاد. كما طردت أستراليا القائم بالأعمال السوري ودبلوماسيا آخر، على غرار كندا التي قررت طرد الدبلوماسيين المعتمدين في أوتاوا.
ورحب المجلس الوطني السوري المعارض بقرار هذه الدول،داعيا المجتمع الدولي إلى إصدار قرار في مجلس الأمن يتيح استخدام القوة لمنع "عمليات الإبادة والقتل" في سورية.
وفي سياق متصل أعلن متحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن معظم ضحايا مجزرة الحولة أعدموا استنادا إلى النتائج الأولية لتحقيق أجرته الأمم المتحدة. وقال روبرت كولفيل خلال مؤتمر صحفي "نعتقد أن أقل من 20 من عمليات القتل الـ108 يمكن أن تنسب إلى إطلاق نار بالمدفعية والدبابات". وأضاف أن "معظم الضحايا الآخرين أعدموا بشكل سريع في حادثين مختلفين" نسبهما سكان في المنطقة إلى مسلحين من "الشبيحة". وأكد أن المفوضية العليا تأمل في "أن يكون هناك تقرير مفصل" حول المجزرة.
وفي أنقرة أدان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المجزرة وقال إن لصبر العالم إزاء إراقة الدماء حدودا.
من جانبه أكد رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي أن المذابح التي يتعرض لها الشعب السوري تستدعي من العالم أن يهب لإنقاذ هذا الشعب. ودعا في بيان أمس، إلى ضرورة المسارعة لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة أمام محكمة الجنايات الدولية محذرا من نشوب حرب أهلية وطائفية في المنطقة ستطال آثارها السلبية الجميع دون استثناء.