اتخذت حملة انتخابات الرئاسة المصرية منحى عنيفا بالهجوم الذي تعرض له مقر حملة المرشح أحمد شفيق، مساءَ أول من أمس، مما ينذر بتوترات أخرى بعد ساعات قليلة من إعلان اللجنة العليا للانتخابات تصدر شفيق والمرشح الإخواني الدكتور محمد مرسي نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، ليتواجها في الجولة الثانية المقررة في 16 و17 يونيو المقبل.
كما اندلعت صدامات قصيرة بين مئات من المتظاهرين المعادين لشفيق وأشخاص يرتدون الزي المدني في ميدان التحرير. وأبدت مصادر سياسية تخوفات من توترات جديدة تصاحب الجولة الثانية بين مرسي وشفيق، غضبا ورفضا لـ "حكم المرشد أو العسكر".
وتعرضت الفيلا التي تتخذها حملة شفيق مقرا لعملية تخريب تامة لمحتوياتها الداخلية من أثاث ومعدات وأجهزة كمبيوتر، وفقا لمصادر أمنية أمس. وفي كل غرف الفيلا كانت قطع الأثاث وأجهزة الكمبيوتر ملقاة على الأرض أو محطمة شأن العديد من الأبواب وزجاج النوافذ أو المرايات. وخارج الفيلا كانت الآلاف من منشورات المرشح مبعثرة في الشارع الذي كان عمال البلدية يقومون بتنظيفه. وشوهدت آثار حريق صغير بالقرب من بعض نوافذ الدور الأرضي لهذه الفيلا ذات الطابقين الواقعة في حي الدقي بالجيزة، إلا أنها لم تحترق.
في المقابل اتت النيران تماما على مرآب السيارات الصغير الذي يستخدم كمخزن لمنشورات وملصقات القائد الأسبق للقوات الجوية.
واتهم أنصار شفيق، مؤيدي خصومه الإسلاميين ومجموعات من قوى الثورة وأنصار مرشحين آخرين بالوقوف وراء هذا الهجوم.
واعتقلت الشرطة أربعة أشخاص تبين من خلال التحقيقات، أن "اثنين من المتهمين عضوان بحزب العدل (الإخواني) والثالث عضو بحزب الجبهة، في حين أن الرابع لا ينتمي لأي حزب سياسي، وجميعهم مقيمون بالجيزة". ونفى حزب الجبهة أمس أن يكون من بين المتهمين أعضاء فيه، مؤكداً أن "الشخص الذي ألقي القبض عليه استقال من عضوية الحزب".
من جهته، أدان المرشح الرئاسي حمدين صباحى حرق مقر شفيق، معتبراً "ذلك ضد قيم الثورة السلمية وضد قيم وأخلاق المصريين، وما حدث يعد خروجا عن التظاهر السلمي". وأضاف "أدرك تماما أن الناس محبطة لأنهم شعروا بأنهم مخيرون بين كابوسين يبددا الحلم المصري في العيش بحياة كريمة ضحى من أجلها الشهداء، واعتقد أن الاعتداء على مقر شفيق قد يكون عملا مدسوسا لتشويه صورة الجماهير المحبطة من نتيجة الانتخابات، ومن يحب هذا البلد لا يحرق ولا يلجأ للعنف، ولا يجعل أي أحد يشعر بالذعر. المصريون الآن يواجهون كابوسين هما: خطر الاستبداد الدينى وخطر إعادة إنتاج نظام مبارك". وجدد صباحي موقفه الرافض "لدعم أي من مرشحي جولة الإعادة أو تولي أي مواقع رسمية معهما".
وبدوره سخر الناشط السياسي علاء عبد الفتاح من اتهامه بالمشاركة في حرق مقر شفيق معتبراً أن "ما يتردد شائعات لإلصاق التهمة به".