الحكمة التي أظهرتها إدارتا الأهلي والاتحاد بشأن مباراتيهما الآسيوية التي توجت ببيان مشترك حول اتفاقهما على تقسيم المدرجات بشكل أرضى الطرفين، أطفأ شرارة الفتنة التي حاول البعض إشعالها وتأجيج الجماهير بشكل يكاد يتسبب في وقوع أحداث غير محمودة ترفع من درجة التعصب بين بعض أنصار الناديين.
الأسلوب المثالي في التعامل مع الأحداث، أعطى الأمل لدينا بأنه لا يزال هناك عقلاء يسعون إلى تغليب المصلحة العامة على المنفعة الشخصية وهذا بكل تأكيد يجعل بصيص الأمل موجودا بأن تخطو بعض الأندية وبعض من يتعصبون لها، لإعادة النظر في طريقة تعاطيها مع الأحداث الرياضية المختلفة سعيا لإعادة المعنى الفعلي بأن الرياضة تنافس شريف في الميدان يفوز فيه الأجدر والأفضل لا أن تكون هناك مناوشات وتحرشات تخرجنا من إطار الروح الرياضية، كما فعلت بعض الأندية حين تقحم الفرق المنافسة في أمور جانبية لا تسمن أو تغني من جوع ولا تقدم أي منفعة أو فائدة لها أو للكرة السعودية بل إنها قد تكون وقودا تصبه على زيت التعصب حتى بتنا نرى البعض يفاخر ويجاهر بتعصبه ويقيم الأفراح والليالي الملاح وتنحر الحواشي والذبائح، إذا ما تعرض فريق منافس لأي عثرة كانت حتى وإن كان فريقهم يئن من الحرمان من البطولات لسنوات عديدة، فالأهم عند هذه الفئة، أن خصمهم قد خسر!.
التعصب المقيت تزايد كثيرا وللأسف أنه وجدت تغطيات إعلامية واستضافات من قبل بعض البرامج الرياضية سعيا نحو إثارة مزعومة تبحث عنها، لكن هذا الترويج الإعلامي لسلوكيات مريضة سوف يدفع نحو مزيد من التعصب وبالتالي سيزيد من إخفاقاتنا لأننا انشغلنا كثيرا عن العمل داخل الملعب.
لن ألقي بالمسؤولية على طرف واحد لأن المسؤولية مشتركة بين عدة جهات سمحت لمثل هذه الأمور أن تحدث وأن تظهر على السطح ويجب أن يكون الموقف الرسمي حازما في سبيل منع أي تجاوزات قد تؤدي إلى المساس بالنسيج الرياضي ويكفينا انحدارا وتدهورا، فمتى يكون اهتمامنا مستقبلنا والعودة لمصاف الدول المتقدمة رياضيا ولو على المستوى الآسيوي.
عناوين أخيرة:
* قبل سنوات قليلة كان لدينا برنامج رياضي وحيد يأتي كل يوم خميس وبعد أن تنبهت بعض القنوات الخارجية لكبر حجم الفجوة في التغطية الإعلامية مقارنة مع حجم السوق السعودي الكبير، استحدثت برامج رياضية موجهة للمتابع السعودي وأخذت أسلوب الإثارة للفت نظر المشاهد والمعلن على حد سواء، وللأسف إن ما كانت تطرحه من تعصب لا يتجاوز 20% مما تقدمه القنوات الرياضية التي تعود ملكيتها لسعوديين وأصبحت جميع تلك البرامج تسعى لاستضافة رموز التعصب وأصبحنا لا نستطيع فسح المجال لأبنائنا لمتابعتها بسبب ما تقدمه من جرعات وتجاوزات لا نأمن تأثيرها السلبي عليهم.
* فرحة عارمة اجتاحت لاعبي المنتخب ومدربهم الهولندي ريكارد وهم يقلبون نتيجة مباراتهم مع الكونغو، فهل وصل الإحباط لديهم حتى نراهم يفرحون بالفوز في مباراة ودية على أرضنا؟
* بكل أسف أن الكرة السعودية لا يوجد لدى منتخبها حاليا قائد يدير دفة المباراة ويعطي الثقة لأفراد المجموعة كما هو الحال مع منتخبات النعيمة وأحمد جميل وسامي الجابر حين كانوا يفرضون هيبتهم ويساعدون أفراد فريقهم على العودة للمباراة إذا ما تأخروا بالنتيجة.