عندما تتواجد في حي القادسية يلفت انتباهك مدى الأصوات المزعجة والغبار الذي يخرج من هذا الحي، إلا أن استغرابك يتلاشى حين ترى حجم المعدات الثقيلة والشاحنات الكبيرة التي استوطنت جنبات الحي، وهي تنقل الأتربة أو تساعد في تحميلها من نفس الموقع رغم قربها من الأحياء السكنية.
وكان للنمو السريع لمدينة تبوك السبب الرئيسي في هذا الأمر؛ حيث كان هذا الموقع خارج تبوك، إلا أنه مع التوسع العمراني أصبح هذا الموقع في قلب الأحياء السكنية، الأمر الذي يحتم نقله إلى منطقة أخرى خارج النطاق العمراني.
عدد من المواطنين عبروا لـ"الوطن" عن استيائهم من تواجد هذه المعدات بالقرب من مساكنهم، وتسببها المباشر في تلويث الأجواء بالغبار، إضافة إلى الإزعاج المتواصل بسبب أصواتها، مطالبين الجهات المعنية بنقلها خارج الأحياء السكنية.
المواطن عيسى الحارثي ذكر أن الأصوات المزعجة الصادرة من تلك الشاحنات باتت تشكل هاجسا وقلقا مستمرا، ملقياً باللوم على الجهات المسؤولة بعدم تخصيصها موقعاً خارج النطاق العمراني. وأستغرب الحارثي تواجد الشاحنات الكبيرة والمعدات بجوار المطاعم
بالحي والتي قد تؤثر في النظافة وتلوث المأكولات، متسائلاً عن سبب تواجد تلك المعدات بهذا الموقع الذي لايصلح تواجد المعدات الثقيلة فيه، وأشار إلى أنه من المفترض ألا تدخل الشاحنات الكبيرة المدينة فكيف يكون لها موقع دائم تتوافد عليه حتى أصبحوا يمارسون بيع الأسمنت الذي تحمله الشاحنات الكبيرة في هذه الأماكن.
فيما بين المواطن خالد الشمري أنه يسكن مقابل موقع المعدات الثقيلة، ويعاني منزله باستمرار من الغبار والأتربة وأدخنة الشاحنات التي تؤثر على صحة البيئة وصحة الإنسان خلاف الأشخاص الذين يعانون من أمراض الربو والحساسية، مطالبا الجهات المختصة بسرعة نقل تلك المعدات الثقيلة، متنمياً تحويل جزء من هذا الموقع إلى حدائق ومتنزهات لتكون متنفساً للأهالي في هذه الأحياء، مثلما تم بالفعل في أماكن عديدة من تبوك، حيث حولت الأمانة تلك المساحات إلى حدائق. أما حسن الغامدي فذكر أنه يجب نقل تلك المعدات والاستفادة من الموقع وتخطيطه وتوفير كافة الخدمات له، حيث يتحول هذا الموقع الذي يثير الأتربة والغبار والأدخنة المنبعثة من تلك الشاحنات إلى حي سكني. وأضاف الغامدي من المتوقع أن هذا المخطط يشهد إقبالاً متزايدا عليه لموقعه المناسب والاستراتيجي.
"الوطن" حاولت الحصول على رأي أمانة منطقة تبوك، وتم الاتصال بالمشرف على العلاقات العامة بالأمانة أحمد الشهري، الذي طالب بإرسال خطاب بالاستفسارات، وتم إرسال الخطاب في 5 مايو إلا أنه لم يصل أي رد.