بعد أن طالت أزمة الشعير أسواق المدينة المنورة ومهد الذهب وامتدت منها إلى حفر الباطن، بدأت تظهر آثارها في سوق حائل حيث رصدت "الوطن" أمس اصطفاف مربي وملاك الماشية بسياراتهم في انتظار وصول الشاحنات المحملة بالشعير والنخالة، وسط حضور أمني لتنظيم عملية الاستلام.
واشتكى الأفراد المصطفون بسياراتهم من سطوة أصحاب الشاحنات الصغيرة "الدينات" نتيجة لاستقطاعهم حصصا كبيرة من الشعير والنخالة، وهنا يؤكد مالك مواشي فواز الشمري معاناته وأقرانه من عدم توفر علف الشعير والنخالة، ويقول: على الرغم من منح 10 أكياس شعير ونخالة على بروة الزكاة، ومع ذلك ننتظر باليوم واليومين حتى نستطيع أن نحصل على حصتنا التي لا تفي بحاجة الماشية في ظل تفضيل أصحاب الشاحنات الصغيرة "الدينات" دون أصحاب السيارات الشخصية.
وينوه المواطن وليد الشمري إلى أن مكتب الجمعية التعاونية الزارعية التنسيقية لا يفتح أبوابه إلا أيام السبت والأحد والاثنين ويوزع أوراق البروات دون أن يضع وقتا معينا للمستحقين.
واقترح ألا توزع أوراق لتسلم أكياس النخالة إلا إذا كانت هناك شاحنة محملة بالنخالة وأن يكون التوزيع حسب عدد الأكياس في الشاحنة حتى لا تتعطل أشغال الناس ويجلسون ينتظرون قدوم شاحنة أخرى قد لا تأتي إلا بعد يومين أو ثلاثة.
ويقول المواطن عبدالعزيز عبدالله "أتيت من تربة (200 كلم شمال شرق حائل) منذ ثلاثة أيام ولم أستلم شيئا على الرغم من أن لدي بروتين بعشرين كيس نخالة ولدي 50 رأسا من الإبل وبالطبع هذه الأكياس لا تغطي الحاجة ولكن ماذا أعمل وأتساءل لماذا لم تحدث أزمة عندما كان التوزيع عند الصوامع".
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية الزراعية التسويقية خالد بن عبدالمحسن الباتع إن هناك فوضى وليس أزمة، وهناك لجنة مشكلة من إمارة المنطقة ووزارة التجارة والجمعية لتوزيع النخالة، وكان يخصص للمواطن بروة واحدة أو بروتين ولكن الآن يأخذ المواطن نحو عشر بروات وتضاعف العدد من ستة آلاف بروة إلى ثمانية عشر ألف بروة.
وأضاف إذا كان المواطن مخصصة له عشرة أكياس فإنه سيأخذ الآن ثلاثة أكياس أو أربعة أكياس، ونعمل الآن من خلال اجتماعات في اللجنة لوضع آلية حد للمشكلة التي تحدث الآن وسيتم إطلاع أمير المنطقة على حيثيات القضية بكاملها.
وعن قول البعض بأن الوضع كان أفضل عندما كان التوزيع من الصوامع قال الباتع إن هذا الكلام غير صحيح لأن البروات كانت قليلة مقارنة بالآن ونحن مستعدون لإعادتها إلى الصوامع.