لم يستسلم الرئيس باراك أوباما، إلى ما أعلنته وزيرة خارجيته، عن مسؤوليتها المباشرة عما حدث في بنغازي يوم 11 سبتمبر الماضي، واعتبر نفسه مسؤولا عن حماية الدبلوماسيين الأميركيين في العالم.
كان يمكن للرئيس الذي يقف على حافة الهاوية في معركته الانتخابية مع خصمه القوي ميت رومني، أن ينأى بنفسه عن دم السفير ورفاقه الآخرين، لكنه تصرف بمسؤولية الحاكم الذي لا يهاب الخسارة مقابل المسؤولية.
يتصرف أوباما، كغيره من رؤساء الدول الديموقراطية على أن وجوده في سدة الحكم، موقت، سيعود بعد أن تنتهي مدته مواطنا عاديا، لا يعفى من المسؤولية. خلاف ديموقراطياتنا في عالمنا العربي، ليساءل ويعاقب، عبر الحزب الذي أوصله أو انتدبه ليكون على رأس السلطة.
في عالمنا العربي، أو بالأحرى، في عالمنا الثالث، بالكاد نسمع بـ" الرئيس السابق". كل الرؤساء هم راحلون، أو في السجون عبر الانقلابات العسكرية أو"المدنية". تطول لهم الرئاسة ومن بعدهم لابنائهم، باستفتاء شعبي يحصدون عبره نسبة 99,99 بالمئة، وما إن تقوم الثورات حتى نرى هذه الـ99,99 تتبخر وتصبح معارضة.
ماذا لو كانت الانتخابات ديموقراطية بمعناها الحقيقي، أكنا نرى هذا "الربيع العربي" ينمو ويتطور لولا وجودهم؟
كانت المطالب الشعبية العربية، الإصلاح ورفع السواطير عن رقاب العباد، وهي مطالب تغنت بها "الديموقراطيات" التي تحولت إلى ديكتاتوريات بحجة حماية الأمن القومي، فإذا بها تفرط بهذا الأمن، وتملأ سجونها بمواطنيها.
كنا لنرضى بقليل من الصدق والمصالحة بين هؤلاء وجمهورهم.. ولكن ذلك لم يحصل!.