حذر استشاري الأمراض الصدرية للأطفال من تعرض الأطفال والرضع لأعراض جانبية قد تنتج عنها حالات وفاة نتيجة استخدام أدوية السعال والاحتقان المنتشرة في الصيدليات وطالب بمنعها، مشيراً إلى أن اختبارات علم السموم أثبتت تسبب تلك العلاجات في5% من حالات الاختناق المهدد للحياة لدى الرضع.

وطالب المدير الطبي لمستشفى الأطفال بمدينة الملك فهد الطبية واستشاري الأمراض الصدرية للأطفال الدكتور خالد المبيريك في حديث إلى "الوطن" أمس بمنع بيع كافة أدوية السعال، ومنع احتقان الأنف المنتشرة في الصيدليات وبعض المراكز التجارية وتقنينها بشكل كبير في الصيدليات الخاصة، مشيراً إلى تعرض عدد من الرضع لحالات وفاة بسبب تلك الأدوية، فيما طالب باستخدام "تحذير الصندوق الأسود" المطبق في أميركا في التنبيه على خطورة تلك الأدوية في ورقة تعليمات الاستخدام.

ولفت المبيريك إلى أن الدراسات أثبتت عدم فعالية تلك الأنواع من الأدوية على الأطفـال والـبالغين، في الوقت الـذي تزداد خطـورتها لدى استخدامها مع الأطفال دون السادسة، مؤكداً أن فحوصات السموم التي طبقت على أطفال تـوفوا لأسبـاب غير واضـحة، ربطت حدوث الوفيات بوجود مكونات لتلك الأدوية، نتج عنها وفاة أربعة أطفال تقل أعمارهم عن 9 أشهر من العمر.

وأضاف أن هيئة الغذاء والدواء الأميركية حذرت من استخدامها للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 أعوام في عامي 2007 و 2011، بعد ثبوت عدم فعاليتها، وخطورتها على الصغار، حيث يزداد الضرر كلما قل عمر المستخدم، وأشار إلى أنه تم التنبيه إلى ضرر تلك الأدوية وفق ما يسمى بـ"تحذير الصندوق الأسود" (black box warning)، الذي يوضع في بداية تعليمات الدواء، للتحذير من الأضرار المترتبة على تعاطيه. وطالب المبيريك بتطبيقه في المملكة للتنبيه إلى مخاطر استخدام بعض الأدوية.

وشدد استشاري الأمراض الصدرية للأطفال، على أن تلك الأدوية مازالت تصرف وبشكل كبير للأطفال في المملكة، وتعد من أكثر الأدوية التي تصرف للأطفال خلال الأشهر المنصرمة، وخاصة في فصل الشتاء، رغم ثبوت عدم فعاليتها للمستخدمين من كافة الأعمار، مضيفاً أن المشكلة الأخرى تكمن في أن الأهالي لا يقرؤون التعليمات المصاحبة للأدوية.

وقال المبيريك إن أدوية السعال ومنع احتقان الأنف عبارة عن أربع مركبات كيميائية تخلط بنسب مختلفة، وتباع تحت أسماء تجارية مختلفة، فيما أثبتت الدراسات أنها غير فعالة، وليس لها أثر في خفض الكحة أو الاحتقان، موضحاً أن البديل هو معالجة المرض نفسه وليس الأعراض مثل الإصابة بالحساسية، أو الاختناقات المسببة للسعال الشديد.