أكد وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي أن بلاده تسعى للدخول في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وقال "هذا أملنا كعراقيين، وسنكون عنصرا فاعلا ومهما في المجلس"، منتقدا ما تتناوله بعض وسائل الإعلام حول الحالة العراقية قائلا إنها تعزف على وتر الاختلاف ولا توضح عناصر التقارب المتجذرة بين الشعب العربي العراقي وشعوب الجزيرة العربية.
وأوضح الدليمي لـ"الوطن" أن "بعض وسائل الإعلام هي أبواق مأجورة هدفها صناعة الخلافات وتأجيجها مع دول الخليج ومن ثم تعميقها بهدف حرمان العراق من العودة إلى العالم العربي ليلعب دوره المتوقع منه في التنمية العربية وتعويض أخطاء الماضي من خلال خلق تحالف عربي قوي"، وقال "بعض الصحف تكتب أحيانا مواضيع مؤلمة حول العراق وكأنهم يتكلمون عن بلد تخلى عن عروبته وفقد كل علاقة له بالعالم العربي. فلو ذهب أحدهم إلى البصرة سيجد أن الفن والثقافة والأزياء كلها خليجية، وحتى لهجة السكان كذلك لأنها بوابتنا على الخليج".
وبين الدليمي أن بلاده تسعى للانطلاق بأدوات وأفكار جديدة، وقال "لا يكفي أن تطلق أفكارا إذا لم تهيئ لها الأدوات المناسبة لتنفيذها. وأفكارنا تتضمن كل ما يخدمنا ويقوينا ويزيد من التنمية البشرية. كما أن أدواتنا ليست فنية فقط، بل هي الإنسان الذي علينا أن نهتم به. نحن أمة حباها الله بالكثير فنحن لا نعاني من الحيف الاقتصادي ولكننا أحيانا نعاني من عدم تحديد الرؤية".
وطالب وزير الدفاع العراقي الدول الخليجية والعربية ببناء منظومة أمنية مشتركة، وقال "أمة دون تنسيق أمني لا تستطيع النهوض، لأن التحديات كثيرة، وعلينا أن نتعاون في هذا الجانب، لأن التحديات كبيرة والأعداء يتربصون بالمنطقة". وانتقد غياب التكامل العربي، معتبرا أن مشروع خادم الحرمين الشريفين للتحول من التعاون للاتحاد والتكامل نموذج للمشاريع التي يجب أن تتبناها الدول العربية كمجموعات، وعلى الشكل الثنائي وضمن نطاق الجامعة في التعاون الأمني كبداية لتنفيذ منظومة الأمن العربي المشترك.
ومضى الدليمي بالقول "تكلمنا كثيرا عن المنظومة الاقتصادية للوطن العربي وهي لم تتحقق لأن هناك قدرا كبيرا من التنمية في بعض الدول، وفي البعض الآخر هناك مشكلات اقتصادية، وهذه أمور طبيعية بسبب اختلاف الموارد. لكن في الجوانب الأمنية فإن الكل لديه الاستعداد والرغبة ويمكن أن يشارك في هذه المنظومة التي قد تكون بداية للتعاون في الجوانب الأخرى".