لم يشفع الضخ التجريبي الذي دشنه محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه الدكتور عبدالرحمن آل إبراهيم السبت الماضي في إطار تدشين المرحلة الأولى من توسعة تحلية الشقيق "2"، وما اشتمله من زيادة في كميات المياه، لإنهاء الازدحام الذي تشهده حاليا محطات توزيع المياه في كل من أبها وخميس ومشيط وأحد رفيدة.

وفي رصد لـ "الوطن" أمس لازدحام المواطنين في محطة أبها اتضح أن كثافة طالبي المياه تستلزم حضورهم مبكرا لاستلام الأرقام الخاصة بالتوزيع، ويتطلب ذلك قرابة أربع ساعات تقريبا، في حين أن محطة المعارض في خميس مشيط تشهد ازدحاما كثيفا وبصورة أكثر من محطة أبها، كما أن محطة أحد رفيدة تشهد ذات المشكلة، وتزداد يوما بعد آخر.

ووفقا للمواطن علي خلف الشمراني فإنه اضطر لقضاء قرابة 6 ساعات من الانتظار في محطة خميس مشيط، وأصر سائق الصهريج على تزويده بمبلغ إضافي على التسعيرة المحددة، ووافق على ذلك في ظل حاجته الماسة.

أما المواطن هادي البشري من محافظة خميس مشيط فأكد أن بعضهم عمل على توظيف المثل الدارج "مصائب قوم عند قوم فوائد"، إذ نجح بعض من أصحاب صهاريج المياه في المنطقة، وذوي المصالح من الازدحام في توظيف ذلك المثل لافتعال أزمة للمياه، من خلال بث شائعات في أوساط المجتمع مفادها نقص في الإمداد، وأخرى تتحدث عن عطل بأحد الأنابيب، وثالثة تشير إلى ضرورة التسجيل المبكر في محطات التوزيع، في حين عمد بعضهم إلى الحضور بصهاريجهم، ومن ثم جلب سياراتهم الخاصة مع الاستعانة ببعض معارفهم لتكوين أرتال من السيارات أمام بعض المحطات، لإيهام المجتمع بالازدحام، وبما يعمل على إيصال رسالتهم التي لاتخلو من الجشع، وزيادة الأسعار، مؤكدا على ضرورة قيام الجهات المعنية في إدارة المياه والأجهزة الرقابية بدروها كاملا في هذا الجانب.

واعتبر المواطن علي بن فازع القرني أنه من الطبيعي حدوث زيادة طلب على المياه، بحلول موسم الصيف وقرب توجه الآلآف من الأسر إلى المنطقة سواء من أبنائها أو من الزائرين، وذلك يتطلب من مسؤولي المياه زيادة كميات الضخ وزيادة ساعات العمل في محطات التوزيع على مدار الساعة، وفرض رقابة على التوزيع يضمن عدم رفع الأسعار واستغلال الازدحام.

ويؤكد المواطن بندر آل مفرح أن ما يلفت الأنظار أن المتتبع للمرحلة الثانية في مشروع توسعة تحلية الشقيق التي تمتد من بلقرن شمالا وحتى محافظة ظهران الجنوب جنوبا، لم يدشن منها إلا خزانين فقط في أبها، وهذا غير كافٍ إطلاقا في ظل ما تشهده المنطقة من نمو عمراني وكثافة سكانية، والمشروع شهد تعثرا في عدد من المواقع بدليل أن موعد تسليمه كان العام الماضي ولم يتم إلى اليوم، وسط احتياج المنطقة الشديد للماء، وتحديدا مناطق شرق عسير التي تعاني مشكلة مائية تتفاقم عاما بعد آخر، مستغربا القرار الجائر بقيام وزارة المياه قبل نحو عام بإلغاء المرحلة الثالثة من توسعة محطة الشقيق التي كانت تستهدف منطقتي جازان وعسير، مما أدخل المنطقتين في دوامة جديدة. من جهته أكد مدير عام المياه في منطقة عسير المهندس يزيد آل عايض وتحديدا خلال لقائه بمحافظ المؤسسة العامة لتحلية المالحة، وفريق مشروع توسعة محطة الشقيق السبت الماضي أن هناك طلبا متزايدا على المياه بسبب عطل تعرض له أحد الأنابيب، واستمر لقرابة 15 ساعة فقط وعاد للعمل، إلا أن آثاره لاتزال مستمرة، وسط حرص المستهلكين على تأمين كميات قد تكون زائدة عن حاجتهم لاسيما بحلول موسم الصيف، متوقعا أن يسهم الضخ الجديد لخزاني أبها في تخفيف زيادة الطلب على المياه تدريجيا.