تفاعلت وزارة الشؤون الاجتماعية مع قضية "نزيل تبوك" الذي لحق بزملائه المتوفين في "تأهيل المدينة المنورة"، وشكلت لجنة للتحقيق في الحادثة، فيما كشف مدير مركز التأهيل الشامل بتبوك أسعد أبو هاشم أن الحاضنات اللاتي كن يقمن برعاية النزلاء حين كانوا في تبوك حالت ديانتهن دون مرافقتهم إلى المدينة المنورة، إضافة إلى عدم مرافقة بعض الموظفين الآخرين لهم؛ مما تسبب في اضطرابات عانى منها النزلاء بعد وصولهم للمدينة.
وأصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية، أمس، بياناً على لسان وكيل الوزارة للرعاية الاجتماعية والأسرة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف عبرت فيه عن بالغ حزنها لوفاة المعاق (ت. ع) بتأهيل بالمدينة، الذي توفي فجر السبت الماضي بعد أن تسلل هارباً من المركز، حيث وجد ميتاً صباح الأحد وفق ما ذكرت الجهات الأمنية، كما يذكر البيان. وبين الدكتور اليوسف، من خلال البيان، أن ملابسات الحادثة تعود إلى فجر يوم السبت عندما دخل صهريج شفط إلى مركز التأهيل الشامل بالمدينة المنورة من البوابة الجانبية، حيث تسلل المعاق هارباً من البوابة التي دخل منها الصهريج. وأضاف أن إدارة المركز أبلغت الجهات الأمنية وجرى تمشيط المنطقة، إلا أنه لم يعثر عليه.. وفي صباح الأحد عثرت الأجهزة الأمنية عليه متوفى، مشيراً إلى انتظار تقرير الطبيب الشرعي الذي سيكشف عن أسباب الوفاة، ومؤكداً أن الوزارة شكلت لجنة عاجلة للتحقيق في الحادثة.
وفي ذات السياق، أصدرت شرطة المدينة المنورة، أمس، بياناً جاء فيه أن "مركز شرطة الخالدية بالمدينة المنورة تبلغ عن هروب نزيل من مركز التأهيل الشامل، سعودي الجنسية في العقد الثاني من العمر، يعاني من تخلف عقلي شديد وصمم وبكم، وبالاستفسار من المركز أفاد بأنه في الـ 4:24 فجراً تمكن النزيل من الهرب عن طريق البوابة الجنوبية للمركز".
وأضاف البيان، الذي جاء على لسان المتحدث الإعلامي بشرطة المدينة المنورة العقيد فهد الغنام، أن دوريات الأمن عثرت، صباح الأحد، على المعاق الهارب متوفى بطريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في إحدى الحفريات، حيث رجحت التحقيقات أن الوفاة نتيجة سقوطه من أعلى طريق الخدمة إلى داخل تلك الحفرية، وقد جرى حفظ الجثمان للكشف عليه من قبل الطبيب الشرعي وأحيلت الأوراق لهيئة التحقيق والادعاء العام.
"الوطن" حاولت مجدداً الاتصال بمدير تأهيل المدينة خالد الزغيبي، عن طريق مكاتبها في تبوك والمدينة المنورة، إلا أنه واصل تجاهل الاتصالات والرسائل النصية، فيما أكدت مصادر أن حزمة قرارات أصدرها الزغيبي تركزت على تشديد الرقابة والفحوصات الطبية للنزلاء، كما شهد المركز زيارة مسؤولين من الوزارة عقب حادث الوفاة الأخيرة.
وفيما يتواصل تساقط "نزلاء تبوك" المنقولين لمركز التأهيل الشامل بالمدينة، والذين بلغوا سبعة أشخاص - بحسب مصادر مؤكدة -، تبقى الأسباب الرئيسية كما هي، حيث أشار مدير تأهيل تبوك أبو هاشم إلى أن تغيير المكان واختلاف المتعاملين مع المعاقين يتسبب عادة في اضطرابهم، لافتاً إلى أن نحو 90% من الحاضنات اللاتي كن يقمن برعاية النزلاء في تبوك، لم يستطعن مرافقتهم إلى المدينة المنورة، بسبب ديانتهن "غير مسلمات".
من جانبه، ذكر والد المعاق المتوفى أنه يحمل وزارة الشؤون الاجتماعية كامل المسؤولية في وفاة ابنه وكذلك المتوفين الآخرين الذين سبقوه.