عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مساء أمس بحث خلاله التطورات في سورية. ويأتي الاجتماع بعد أن عرقلت موسكو صدور إعلان عن المجلس يندد بمجزرة الحولة، وكانت المجزرة قد أثارت موجة ذهول واشمئزاز في أنحاء العالم، دفعت عدة دول إلى ضرورة الإسراع باتخاذ موقف حازم وسريع لوقف آلية القتل الممنهج، بل إلى اتخاذ الوسائل الكفيلة بإجبار الأسد وأعوانه على الرحيل. وتزامن وصول المبعوث الدولي والعربي المشترك كوفي عنان إلى دمشق اليوم، مع ارتفاع عد ضحايا المجزرة الى 114 شخصا بينهم 32 طفلا، ومع إعلان دمشق براءة آلتها العسكرية من ارتكاب المجزرة متهمة عناصر من القاعدة بارتكابها.

وشدد الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي إيريك بيلتون على أن "مثل هذه الهجمات دليل حي على أن النظام الذي فقد شرعيته يرد على الاحتجاجات السلمية بوحشية لا إنسانية تصعب على الوصف".

كما أصدر اتحاد الجمعيات الحقوقية الأميركية بيانا طالب فيه المجتمع الدولي بأن يراجع فورا مهمة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دانت المجزرة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها لزيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد، ومؤكدة على أن "حكم القتل والخوف يجب أن ينتهي".

كما دانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون المجزرة أمس، داعية المجتمع الدولي إلى مواصلة التكلم بصوت واحد لإنهاء حمام الدم وتنحي الأسد.

ومن برلين، وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل جرائم الأسد ونظامه بالهمجية، وأكدت أن حكومتها على اتصال دائم مع شركائها الأوروبيين لوضع حد لهذه التجاوزات.

بدوره، انتقد وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر مراقبي الأمم المتحدة، مبينا أن تلك المجزرة شبيهة بمجزرة الصرب ضد أهالي مدينة سربرينتسا البوسنية إذ تم قتل الآلاف من سكانها المسلمين أمام سمع ورؤية الفرق العسكرية المتواجدة هناك في ذلك الوقت دون أن يقوموا بأي حركة للدفاع عن الضحايا.

وفي باريس، دان الحزب الاشتراكي الفرنسي، الذي ينتمي إليه الرئيس فرانسوا هولاند، قمع النظام الذي وصل إلى وحشية غير مسبوقة.

وعريبا، دانت الحكومتان العراقية والأردنية، المجزرة الوحشية في الحولة، حيث دعتا إلى انتهاج الحوار المسؤول لإيجاد حل سياسي يوقف نزيف الدم.

وفي بيروت، استنكر رئيس الوزراء الأسبق رئيس كتلة "المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة المجزرة. وقال"آن الأوان للعالم أن يستفيق ويوقف هذه المذبحة اليومية المتمادية بحق الشعب السوري الأعزل".

في المقابل، نفت سورية أمس مسؤولية قواتها عن ارتكاب المجزرة، وحملت القاعدة المسؤولية، معلنة تشكيل لجنة عسكرية للتحقيق وتقديم النتائج خلال ثلاثة أيام. ودان المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أمس "الاستسهال في اتهام القوات السورية وسورية".

ميدانيا، خرجت أمس مظاهرات في عدة بلدات وقرى في محافظات حلب وإدلب وحماة وريف دمشق ودرعا تنديدا بمجزرة الحولة، فيما قتل ثمانية مدنيين، وجرت اشتباكات في عدد من المناطق، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة.