احتفلت الملحقية الثقافية لسفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن بتخرج 6 آلاف من مبتعثي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي بالولايات المتحدة الأميركية. وشارك أكثر من 1700 طالب وطالبة في مسيرة الخريجين أول من أمس، والتي كانت الإعلان عن بدء مراسم الاحتفال بتخريج الدفعة الخامسة من مبتعثي البرنامج.
وقال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأميركية عادل بن أحمد الجبير خلال الحفل: إن عدد السعوديين الذين يواجهون محاكمات في الولايات المتحدة الأميركية لا يتجاوز 11 شخصا وأن هذا العدد يعتبر ضئيلا جدا، بالمقارنة بعدد المبتعثين الذي يتجاوز 67 ألفا. وأكد الجبير في تصريح صحفي عقب رعايته للحفل أن هناك متابعة لقضايا السعوديين، وأن الصورة العامة للطالب والمواطن السعودي في الولايات المتحدة هي التميز. وتابع: أنه حسب ما يصله من بعض الجهات الأميركية المختصة فإن الجالية السعودية هي من أكثر الجاليات التزاما بالأنظمة وأقلها مخالفة للقوانين. وأضاف "الطالب أو الموظف السعودي هنا يجب أن يكون سفيرا بمعنى الكلمة وأن يتواصل مع المجتمع الأميركي ويتقاطع معه في الوقت الذي يجب عليه التمسك بعاداته وتقاليده التي لا تتعارض مع الثقافات الأخرى"، والسعوديون يتواجدون في كل ولاية ومدينة وقرية في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك يعود إلى الانتشار الهائل للجامعات الأميركية والتي يدرس بها السعوديون وهذا أعطى فرصة لنشر صورة حسنة عن الإسلام وكذلك عن السعودية.
ومن جهته كشف الملحق الثقافي الدكتور محمد بن عبدالله العيسى أن المرأة تمثل ما نسبته أكثر من 23? من إجمالي الخريجين لهذا العام.
وأوضح العيسى خلال كلمته بالحفل أن البرنامج بدأ عام 2005 بقرابة 5 آلاف مبتعث ومبتعثة في الولايات المتحدة الأميركية، وفي أقل من 7 سنوات وصل العدد إلى نحو 67 ألف مبتعث ومبتعثة في أميركا وحدها، وأكثر من 20 ألف مرافق وهذا العدد من المبتعثين يشكل أكثر من 50? من مجمل عدد المبتعثين السعوديين حول العالم.
وقال العيسى "يبلغ عدد الخريجين في هذه الدفعة نحو 6 آلاف خريج وخريجة، تمثل المرأة فيها نسبة 23% من مجمل عدد الخريجين. وبالنسبة للتخصصات فنحو 20% للهندسة والصناعة و10% في المعلوماتية وعلوم الحاسب و9% في الدراسات الطبية. كما يتجاوز عدد الخريجين 66 خريجا من مبتعثي الطب من بينهم 20 طبيبا في الزمالة، كما بلغ عدد الخريجين ما يزيد على 13 طبيبا للأسنان و23 خريجا في العلاج النفسي وغيرها من التخصصات وهو إنجاز غير مسبوق في مثل هذه التخصصات النادرة التي تحظى بالإقبال عليها من قبل شركات ومؤسسات التوظيف". وكشف العيسى أن هناك أكثر من 150 برنامجا طبيا للزمالة في أكثر من 67 جامعة ومركزا طبيا يضم أكثر من 2500 مبتعث ومبتعثة في مختلف المجالات الطبية.
وألقت نائبة وزير التعليم العالي الدكتورة نورة الفايز كلمة مطولة قالت فيها: إن تطوير التعليم لن يأتي بسهولة دون بلورة رؤية شاملة للتعليم ضمن منظومة كاملة حتى يمكن التحول إلى مجتمع معرفي. وسردت الفايز عددا من النقاط أهمها أهمية التعليم المبكر للصغار وتنمية المهارات الفردية وتعزيزها وإيجاد البيئات المناسبة لتطويرها. وكذلك: الاهتمام بالمعلم الذي يعد أحد الأركان الرئيسة في قيادة التغيير وتحقيق أهداف تطوير التعليم نحو مجتمع المعرفة خاصة وأن دور المعلم لم يعد يقتصر على توصيل المعلومات وتلقينها للطلاب بل أصبح المخطط والمصمم لبيئات التعلم والباحث، والمستشار المعلوماتي والتقني، والميسر لعمليات التعلم.
وألقى الطالب شرفي العجمي قصيدة نبطية تحدث فيها عن المبتعثين وهمومهم وفخر الطالب بدولته وقيمه التي لا يتخلى عنها في بلد الابتعاث، مركزا على قوة العلم وأهميته في نهضة الأمم.
وألقى كل من المبتعثين نسرين خاشقجي وعضوان الأحمري كلمة الخريجين بالمشاركة، بدأتها خاشقجي بشكر القيادة الحكيمة ثم تحدثت عن التعايش والحوار بين الحضارات من خلال العلم والتبادل العلمي والثقافي. وبعدها تحدث الأحمري عن أهمية نقل التجارب الإنسانية والثقافية في بلدان الابتعاث المختلفة إلى المملكة ومحاولة التغيير والتطوير عن طريق العلم والتنوير.
بعد ذلك قدمت طالبات الأكاديمية السعودية فقرة راقصة. بعدها صعد الكوميدي السعودي هشام فقيه على خشبة المسرح ليقدم فقرة " Stand Up Comedy " بدأها بتوجيه انتقادات لاذعة وساخرة للملحقية الثقافية بواشنطن، مختتما فقرته الكوميدية بتعليقات ونكات على سلوكيات السعوديين لدى وصولهم إلى بلدان الابتعاث. وفي ختام الحفل تم تكريم الجهات الراعية.