في شتاء واشنطن القارس العام الماضي، كان أحد كبار مفكري الإخوان المسلمين، ورمز التنوير في منهجهم يطوف على مراكز الأبحاث الهامة والمؤثرة في صنع القرار مزهوا ومبشرا بإسلام تنويري ومسلمين معتدلين يقودون ربيعهم في الدول العربية.. ثم أعطى توقعاته في مركز واشنطن الذي يديره صقور السياسة الأمريكية عن عام 2012 أنه عام ربيع الملكيات العربية وذكر السعودية. تم نشر التعليقات ونفى المفكر الإخواني ثم نشر التسجيل فصمت.
راشد الغنوشي.. خميني الإخوان.. أحياني الله وله الحمد إلى أن رأيته يتودد للسلفيين ويحارب العلمانية.. تذكرت كتبه وتصريحاته وأنا أشاهد ما سرب من كلامه.
الغنوشي الذي غازل الغرب طوال عمره، وصرح أنه لا بأس بالبكيني والخمور كضرورات في دولة النهضة. باع كل شيء ليصل إلى الكرسي هو وأصدقاؤه في كل مكان. الغنوشي الذي قال في مارس الماضي إن السلفية ظاهرة عابرة.. ونصح إسلاميي مصر بالتحالف مع العلمانيين قبل أشهر، هو اليوم يلوذ بالسلفية! اهتز الكرسي يا راشد. وبدأت مشاكل شعوبكم فبدلت الجلد فورا، وعرفت أن تقديسكم لرماد بو عزيزي وترديدكم لهرمنا لن يفيد. (الثورة والانتقال إلى الديموقراطية في العالم العربي) تلك الندوة كتب عنها سعد الدين إبراهيم عن خواطره معك في مقالة أورد فيها أنك قلت لن أحج إلى أن تصل نسائم الربيع إلى السعودية. وذلك ليس على الله ببعيد.
استعرضت كل هذا وأنا أشاهد الغنوشي يتأتى في تسريبه الأخير ويستعطف السلفيين.. ومريدو فكره وأصدقاؤه في منهجه انكشف زيف منهجهم وتقلبهم.. وانكشفوا أمام من خدعوهم.. النسائم وصلت يا راشد ومحبيه.. ولكنها نسائم خريفكم الذي بدأ. فرق كبير بين وصولك قرطاج 2011 ورجفتك 2012 لست وحدك بل جميعكم.