اعتبر يوم 11 أكتوبر من كل عام يوما دوليا للطفلة، وذلك للاعتراف بحقوق الفتيات وبالتحديات التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم، واختير لهذا اليوم العالمي شعاراً مفاده "القضاء على زواج الصغيرات"، وعلى مقربة من اليوم العالمي المزعوم للطفلة كانت هناك على الضفة الأخرى من العالم فتاة في الرابعة عشرة من العمر وهي الطفلة الباكستانية "ملالا يوسفزاي"، التي لم تشفع لها سنوات عمرها أمام محاولة الاغتيال البشعة التي تعرضت لها وهي في حافلة المدرسة، فقط لأنها طالبت بحق بسيط ومشروع في الحياة وهو حق التعليم. على كل حال هذا ليس بمستغرب إذ لطالما كان جزء من العالم يحتفل بأحد أيامه الحقوقية للإنسان فيما في جزء آخر منه تنتهك حياة هذا الإنسان على نحو فريد.

إن كل هذه الأيام العالمية التي يضج بها العالم تحت شعارات ومسميات عديدة لم تكن يوما كافية لأن ترتدي جلبابا ملائكيا لحماية الأطفال أو الطفلات الصغيرات في كل مكان. منذ سنوات ونحن نحتفي ونكتب عن كل يوم عالمي له علاقة بالإنسان، بحياته، وبحقوقه، إلا أن الواقع لا يشبه الشعارات، فأين يكمن الخلل في هذا؟ كيف لنا أن نتبنى مثل هذه الشعارات أو حتى نثق بها وننساق وراء التصفيق لها وعلى أرض الحقيقة يحدث غير هذا؟ حتى اليوم ما زالت الفتيات يمتن جراء زواج القاصرات المنتشر بين القبائل اليمنية، وفي باكستان وفي أفغانستان تقتل الفتيات لمجرد أنهن فتيات أو يطالبن بحق التعليم. كما أن من المثير والمستغرب أن يكون يوم الطفلة العالمي يباهي بشعاره "القضاء على زواج القاصرات" في الوقت الذي يقتل الأطفال في سورية وتغتصب الفتيات تحت نظر وسمع العالم بكل منظومته وترسانته الحربية التي لن تحرك ساكنا لمقتل طفلة في شرق الأرض، أو اغتصاب قاصر حتى الموت تحت غطاء شرعي كما حدث لفتيات اليمن. وعلى امتداد الشرق بأكمله هناك الكثير من الفتيات القاصرات اللواتي يزج بهن إلى جحيم الموت بحجة ذرائع عديدة معظمها شرعية وعرفية. ومن المفارقات في هذا الأمر أن كلا من الجهة التشريعية والجهة التنفيذية تلقي باللوم على الأخرى.. ولا عزاء لطفلات العالم.