غيَّرت نتائج الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة المصرية التي اتجهت نحو الإعادة بين المرشَّحين محمد مرسي وأحمد شفيق كثيراً من معالم الخريطة الانتخابية التي سادت وسط المشهد الانتخابي في مصر على مدى الشهرين الماضيين. حيث حذرت الجبهة السلفية التي دعمت المرشح عبد المنعم أبو الفتوح من انتخاب شفيق، وقال المتحدث الإعلامي باسمها خالد سعيد "النتائج النهائية التي ظهرت جاءت مخيبة للآمال بسبب صعود شفيق، وهذه الحالة جاءت بسبب تفرق التيار الإسلامي والقوى الوطنية، وهناك عدد كبير من الأصوات تفتت بين مرسى وأبو الفتوح". وأضاف "لسنا في حالة تنازع بين الإسلاميين والليبراليين، ولكننا في حالة نزاع بين القوى الشعبية وقوى النظام السابق". وطالب سعيد جميع القوى الوطنية والتيارات الإسلامية، بالالتفاف حول مرسي معتبراً أنه "مرشح الشعب" وليس مرشح الفلول والنظام السابق، وعلى الشعب أن يكون حذراً من إعادة انتخاب مبارك في صورة شفيق".من جانبه أكد المتحدث باسم حركة 6 إبريل محمود عفيفي أن الحركة لن تسمح بنجاح شفيق في جولة الإعادة، محمِّلاً مرشحي الثورة المسؤولية كاملة عن عدم نجاح أي منهما بسبب عدم اتفاقهما في جبهة واحدة ضد مرشحي الفلول والإخوان. وقال "أصوات حمدين وأبو الفتوح كان من الممكن أن تحدث فارقاً إن اتحدا، وعدم اتحادهما أحدث انقساماً بين صفوف الثوار". إلى ذلك قالت عضو المكتب السياسي لحركة 6 إبريل إنجى حمدي "الحركة لن تلجأ لمقاطعة الانتخابات، ولن تدعم شفيق في مواجهة الإخوان، ومهما كانت اختلافاتنا مع الإخوان فلن نقف ضدهم مع فلول النظام السابق. ونجاح شفيق كان بسبب ارتباط رجال الأعمال وكبار العائلات بمصالح مع النظام السابق إلى جانب فلول الحزب الوطني والمنتفعين منه. أما نجاح مرسي فكان بسبب طريقة حشد الإخوان للجماهير". إلى ذلك قال الكاتب حمدي قنديل وهو أحد أعضاء حملة حمدين صباحي، إنه ضد التظاهر على أي مرشح يفوز بشكلٍ نزيه، ما عدا أحمد شفيق. من جهته، قال عميد كلية الحقوق بجامعة المنوفية محمد محسوب "الخاسر الأكبر في انتخابات الرئاسة، هو الطرف السياسي الممثل للثورة المصرية الذي حصل على أعلى نسبة تأييد وخسر في نفس الوقت نتيجة تفتيت الأصوات بين مرشحي الثورة، وهو ما أدى إلى هذه النتيجة بسبب الرغبة في تحقيق مجد شخصي وتولي رئاسة الجمهورية".