تجاهل المصلحة العامة وضعف الرقابة أسهما في تفشي ظاهرة "الحمولة الزائدة" التي انتشرت مؤخراً في طرقات المدينة المنورة بشكل ملحوظ، وهو ما يعكس صورة سلبية للتطور الذي تشهده المنطقة المدينة.
إلى ذلك، أبدى عدد من قائدي المركبات بالمدينة المنورة لـ"الوطن" استياءهم من تصرفات البعض باستخدام المركبات الخاصة للتحميل في غير أغراضها المخصصة لها، مطالبين مرور المنطقة بوضع حد لتلك التجاوزات التي أصبحت مشاهدة بشكل يومي في طرقات المدينة، والتي تشكل خطورة بتعريض حياة قائدي المركبات للخطر.
"الوطن" بدورها قامت بجولة ميدانية لرصد تلك التصرفات والالتقاء بعدد من المواطنين والمقيمين للتعرف على آرائهم ومقترحاتهم للقضاء على هذه التصرفات.
المواطن ماجد العروي قال إنه خلال سيره بالطريق الدائري بالمدينة المنورة كانت إحدى المركبات من نوع "وانيت" تسير أمامه وتحمل قطع أثاث مستعمل، وسقطت إحدى القطع في الطريق، وأضاف العروي "أكمل قائد المركبة طريقه، وقمت بالاتصال بمرور المدينة المنورة وتزويدهم بموقع المخالفة ورقم لوحة المركبة لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتفادي وقوع أي مكروه".
وفي السياق ذاته تحدث المواطن عيسى الرشيدي مؤكدا أن من يقوم بهذه التصرفات أقل ما يقال عنه أنه شخص لا يراعي المصلحة العامة وحصر تفكيره على مصلحته الشخصية بحيث لا يكلفه ذلك رسوم النقل، متجاهلا أن الطريق ملك الجميع ويجب عليه التقيد بأنظمة المرور واحترام حقوق سالكي الطريق.
في حين أوضح ياسر المطيري قائلاً "أشاهد العمالة الوافدة بكثرة يستخدمون المركبات الصغيرة في أعمالهم اليومية لنقل أداوتهم الخاصة بالبناء وغيرها، وأضاف يجب على رجال المرور وضع حد لهذه التجاوزات التي يعتقد البعض بأنها ليست بذات أهمية، وأشار المطيري إلى أنه من المؤسف أن الكثير من القضايا الاجتماعية لا يتم معالجتها إلا بعد وقوعها.
وأوضح منصور فلاتة أن معظم المحلات الخاصة ببيع الأثاث توفر شاحنات لنقل الأثاث مما يحفظ ذلك سلامة الأثاث، والأهم من ذلك سلامة قائدي المركبات الأخرى في الطريق، وأشار فلاتة إلى أنه في حالة معاقبة مرتكب هذه المخالفة وتطبيق الأنظمة عليه سيكون هذا رادعاً له في المقام الأول ودرساً للآخرين في المقام الثاني باحترام النظام وعدم مخالفته.
وذكر محمد صلحي المسؤول بإحدى شركات نقل العفشإ أنهم يقوموا بنقل العفش داخل المدينة المنورة وخارجها وذلك برسوم يتم تحديدها على غرار المسافة ونوعية التحميل، مؤكدا بالوقت نفسه أنهم يتعهدون للزبائن بالمحافظة على سلامة المواد المراد نقلها من وإلى الموقع المحدد وفق العقود التي يتم إدراجها بين الشركة والعميل، وعن مدى الإقبال على خدماتهم أوضح صلحي أن معظم الزبائن يكونون إما عن طريق شركات خاصة وذلك لنقل المكاتب وما إلى ذلك من المستلزمات أو نقل الأثاث الجديد من قبل المواطنين، مبينا أن الإقبال لنقل الأثاث المستعمل يكاد يكون معدوماً بشكل كبير.
ومن جانبه، أوضح الناطق الإعلامي بمرور منطقة المدينة المنورة العقيد عمر بن حماد النزاوي لـ"الوطن" أنه في حال رصد تلك الحالات يتم استيقاف قائد المركبة وتحويل المركبة للحجز لإزالة ما عليها من مخالفة ومن ثم استكمال الإجراءات المتخذة في حق قائد المركبة.
وأكد النزاوي أن أنظمة المرور تمنع استخدام المركبات الخاصة للأغراض غير المخصصة لها لأنها ليست مجهزة لذلك، وأضاف أنه لابد من توفر وسائل السلامة بالمركبة لتجنب سقوط الحمولة لما فيها من تعريض حياة الآخرين للخطر.