أما أنا فأقول بضمير مرتاح إن الأخ العزيز داود الشريان قد احترم مشاعر كل مشاهديه وهو يطلب قفل الخط في وجه رئيس مجلس أمناء الجامعة الصحية الخاصة. وحتى إذا رأى البعض أن الجملة التي قالها الشريان كانت أقوى من النسق اللغوي المعتاد إلا أنني أراها مخففة جدا، فما تفعله هذه الجامعة الفضيحة ليس إلا أقوى من النسق الأخلاقي المعنف. مثل هؤلاء يجب أن يقفل صوتهم من البلد للأبد لسبب أخلاقي مباشر: لأنهم يتاجرون بعقول آلاف الشباب ولأنهم يظنون أن عقول هذه الأجيال من التي تذهب إلى كلياتهم الخاصة أصغر من أن تستوعب المعايير الأكاديمية حتى في الحد الأدنى الذي تتطلبه هذه التخصصات المهمة. لأنهم يتعاملون مع الشباب السعودي على أنه عقل فارغ همه شهادة – الكارتون – الورقية في نهاية الدبلوم أو الدرجة العلمية. لأنهم يتاجرون بمستقبل مؤسساتنا الصحية وهم يدفعون لها سنويا بالمئات من خريجي جامعات الكذبة الملفقة.

ومن المفروض ألا تقفل مثل هذه الكليات الخاصة فحسب، بل أن نسافر مع القرار إلى كل التفاصيل. أن نحاسب كل جهة ختمت لها بتصريح مزاولة المهنة. أن نسأل هذه الجهات التي ختمت لها من قبل ما إذا كانت قد أعطت هذا (التعليم الجامعي الخاص) دفتر الشروط ولوحات المعايير. أن نحاسب بكل قسوة هؤلاء المتاجرين بعقول أجيالنا إذا ما اكتشفنا أن الجهات المختصة قد أدت واجبها وزودت هؤلاء بالشروط والإجراءات أن نحاسبهم على كل الدقائق والتفاصيل لأن أمثال هؤلاء لا يزورون أوراق أرض حكومية بيضاء بل يزورون عقول أجيال قادمة ويدفعون في البلد بآلاف الخبرات الكاذبة. وهذه المسألة لا تقتصر على العلوم الطبية بل تتعداها إلى كل أنواع التعليم الوهمي الخاص في كل التخصصات وشتى أنواع الفنون والمعارف. هؤلاء المبتزون يأخذون أولادنا جميعا إلى حياة عملية مزورة على أساس علمي ملفق ونحن الذين جئنا بهم لهذه الحياة بأوراق صحيحة. أما أن نكتفي بحساب داود الشريان لأمثال هؤلاء في اتصال أو وسط أستوديو مكيف فهذا تزوير للوقائع. هؤلاء يجب أن يدخلوا غرفة القانون بتهمة الاحتيال والتزوير، بتهمة مصادرة عقول الأجيال، بتهمة إفساد حياة شعب تحولوا فيه إلى مصاصي دماء.