كثير من المتعصبين ينتقدون ويتذمرون حين يقال إن الهلال يقود الأندية السعودية وإنه المقياس الوحيد الذي يمكن من خلاله معرفة قوة الدوري السعودي وتطور منافساته, ويتضجر البعض حين يقال إنه من خلال الهلال يمكن أن تعرف قوة أداء المنتخب السعودي, ولا نرى حرجا حين نؤكد أن الهلال الشريك الرئيسي في تطور الكرة السعودية, وفي تغيير كثير من الأيدلوجيات الكروية والرياضية وتغيير المفاهيم لدى العاملين في الأندية, وتتبع خطواته الاحترافية والكروية.

ولن نذهب بعيداً، فبعد نجاحات احترافية العمل الإداري في فرض التدريبات الصباحية التي فعلت بشكل كبير مع المدرب إيرك جريتس، وجهت بقية الأندية استغاثات لمدربيها للمضي قدما في التدريبات الصباحية للقضاء على السهر الذي أنهك جسد الكرة السعودية بعد فشل السيطرة على ولائم (المندي والمظبي) وما يتبعها من كماليات تتعارض مع الصحة.

ومن ثم جاءت تجربة الهلال مع المحترفين الآسيويين بعد النجاح التام الذي سجله الفريق مع الكوريين سو وبيو بيونج، لتتبع بعض الأندية خطوات الهلال وتتقصى أثر نجاحه مع هذه التعاقدات الآسيوية, كما ذهبت بعض الأندية لتعيين مديرين كرويين ممن كان لهم حضور عندما كانوا لاعبين من أجل تفعيل لغة التفاهم والتخاطب بين اللاعبين والأجهزة الفنية وتقدير متطلبات المراحل الكروية المتعددة، تماماً كما فعل الهلال مع الجابر.

وبعد اقتفاء ذلك الأثر الاحترافي، بدأت الأندية تنحو منحى آخر في إطلاق رؤية شاملة لسر نجاحات المعسكرات الخارجية لـ (الزعيم) الذي حقق أهدافه المرجوة من خلال معسكره الموسم الماضي بالنمسا والذي يكرر تجربته حاليا وسط وجود أصوات انتقادية (خافتة) يمكن أن يقال عنها إنها إحدى وسائل الضغط لتحقيق مصالحة(صحافية) وقتية بعد أن بدأت سياسة العدل(الإعلامية) تثبت أقدامها في عهد الإدارة الحالية!!

ولكي نبرهن على سلامة رؤى الأسطر الماضية, علينا أن ننتظر إطلالة منافسات دوري زين, فكما هو متوقع _ وهو احتمال وضعه الهلاليون_ أن يغيب فريقهم عن بطولات الموسم المقبل, للتركيز الشديد على البطولة الآسيوية التي ينشدها الجميع لأجل إغلاق كافة الألقاب بالوصول إلى العالمية, حين يبتعد الهلال عن منصات التتويج في الموسم الجديد(كمظهر طبيعي) لنوعية المخطط الأزرق الحالي, فسيصادق الأكثرية على تغير طعم الدوري السعودي وكذا نكهته ورائحته وحينها سيظهر المتذوقون جيدا لطعم الكرة الحقيقي.