لماذا لا يتصدى الإعلام السعودي والمجتمع بأكمله لدوره المطلوب في تعرية المطالبين بإطلاق سراح المتورطين بجرائم "القاعدة"، وطرح تساؤلات حول من يقف خلفهم؟ لماذا كل هذا النوم؟! هل القضية بالنسبة إليهم ليست عادلة؟! هل استشهاد أكثر من 74 رجل أمن وإصابة 657 آخرين، ومقتل 90 مدنيا وجرح 439 آخرين في 30 هجوما إرهابيا، أمر سهل للغاية؟ هل حرية المدانين أغلى من الدماء المعصومة؟
تخيلوا لو أن أحدا بالولايات المتحدة طالب بإطلاق سراح أحد المتورطين بأحداث 11 سبتمبر، كيف ستكون ردة الفعل على ذلك. وأنا هنا لم أستشهد بالأميركيين إلا لكونهم أصحاب المزاج الحقوقي الأعلى بين شعوب العالم، ويعرفون قيمة الحقوق على نحو يفوق بمراحل ما يمارسه بعض مراهقي السياسة في منطقة الخليج.
قبل شهر من الآن، أحيا الأميركيون الذكرى الحادية عشر لتلك الأحداث. وسيحيون هذه الذكرى كل سنة ما دامت الولايات المتحدة. وستجدهم يذرفون الدموع على أحبائهم الذين قضوا نحبهم في انهيار برجي التجارة العالمي، كما وأن الحدث قد وقع بالأمس، وهذا هو حال البشر الأسوياء.
أما الأمر غير السوي، فهو أن يقوم مجموعات وأفراد بالمطالبة بإطلاق سراح عدد من المتهمين، بل والمتورطين في "إرهاب القاعدة"! ورغم قلة أعدادهم إلا أن صوتهم "مزعج" للغاية.
وسؤالي لهؤلاء: هل من المعقول إنسانيا فضلا عن وطنيا أن تطالبون بإطلاق سراح أحد الانتحاريين الذين استهدفوا مجمع الحمراء السكني، وآخر مدان بالتواصل مع جهات أجنبية للقيام بأعمال مخلة بالأمن، وثالث شارك بالإجهاز على 15 نفس معصومة، ومثل بجثثهم وتورط في تفجير مبنى الإدارة العامة للمرور، والذي كان من أبرز ضحاياه البريئة "وجدان"؟!
ماذا ستقولون لهذه الطفلة لو واجهتكم وسألتكم: لماذا تتكالبون لإطلاق سراح "قاتلي"؟ سأكفيكم الإجابة عن سؤالها.. وسأجيبها نيابة عنكم: هؤلاء هم يا صغيرتي "الحقوقيون الجدد"!