أيهما أهم وأنفع للناس في زمن غرقت فيه السوق بالزبد: أن تجد كاتباً؟ أم أن توجد قارئاً؟

دعونا من البيضة والدجاجة ـ حسبنا الله على الديك ـ وخذوها إجابةً لا تردد فيها إلى عصر يوم القيامة: القارئ هو العملة النادرة التي يجب البحث عنها؛ لأنه هو من يصنع الرسالة، وهو من يمنحها قيمة وليس ثمناً، وهو الفارس النبيل الذي يقدم المهر من دمه وأعصابه وإبداعه لنص وجده أنثى جميلة عصية أبية، وليست غانيةً يغرها الثناء! وأمهر الكتاب هو من يقترح "المقادير" ليتسابق أمهر الطهاة على إعداد أدسم وألذ الأطباق، وليس من يقدم لك وجبةً معلبةً قد تنفخ البطن قليلاً وتوهمك بالشبع، لكنها تنتهي حين تقول: "غفرانك"!

ويشهد الأعضاء المؤسسون لـ"بعد النسيان" أن "طابعهنهم" بأمر الله لم يحد عن هذا المبدأ منذ احترف هذا القتل اليومي ـ بلغة المتنبي السعودي ـ في يونيو 2007، وما زال يسبح ضد تيار النسق الذي يجعل من الكاتب فرعوناً يملي على "الرعية" ما يراه هو في برجه العاجي، ومن يصفق له فهو "الفاهم الأفهم"، ومن يبدي اعتراضاً على درره فهو سبب ثقب الأوزون والانحباس الحراري وانهيار سوق الأسهم في دوري "التردي" السعودي للمحترفين! هؤلاء "الخشاش" من القراء الرعاع، يا خسارة "الفرعون الملهم" بينهم بس!

ورغم ما واجهه من إحباطات وانكسارات، ظل يرفع صوته حتى طغت عليه "قرقعة الفناجيل" ذات حفلة، فصمت حتى "بُحَّ صمته" حالماً بقارئ لا بد أن يأتي وينقذه ولو "على لوح تابوت" ـ كما يقول الشاعر/ "ناصر السبيعي"ـ يسرح على صوت "الحلا كله" (أنا عندي حنين ما بعرف لمين)، ويفيق على صوت "محمد عبدالمطلب" (ودع هواك وانساه)، وبينهما لم يعرف إلا الكتابة من الحب الذي تقول عنه "الست" (نتعب آآآآه.. نغلب آآآه.. نشتكي منه لكن بنحب)!

فهل يتوقع أعضاء مجلس الإدارة الموقر غير أن يجن جنونه حتى حصل على جوال المهندس الشنقيطي ـ الذي هو أدرى مني بشخابيطي ـ ليفاجئه دون سابق معرفة قائلاً بصدق: إذا كان لا بد فليرحل "الطابع" وليس الكاتب الحقيقي!!

أما لو كان الزعلان هو/ "أبو تميم حمد الربيعة" فلماذا ينتظر عشر ساعات ليحصل على رقمه، و"المجمعة" على بعد ساعتين فقط من الرياض، و"طريق الخرج للسواق ساعة/ مع التيسير والموتر جديدِ"؟!

وبالمناسبة فلعل السادة الأعضاء يذكرون أن الأخ/ أنا قام بالعملية الوحيدة التي لا يستطيع الجراح العظيم/ "عبدالله الربيعة" إجراءها ألا وهي: الفصل التام وبنسبة خطأ صفر% بين "الشخص" يتيم "عتقا بنت حمدة" الذي اصلولع من كثرة المسح على رأسه، وبين "كاتب" قلمه "السكين" كما قال أستاذه/ أحمد عسيري! شعاره في ذلك قول الزميل الأمير/ أحمد شوقي: في الفكر تضطغنُ العقول/ وليس تضطغن الصدور!

وتفضلوا بالتوقيع مشكورين بعنف!!