كانت فرصة تاريخية تلك التي مرت على النصر من سنوات ليست بعيدة، حين بلغت عاطفة جماهيره أوجها وكانت تحتشد بالآلاف في تمارينه فضلاً عن مبارياته، تحتفي بأصفرها، وتفصح بفخر عن ميولها وتصدح بتفاؤلها وتحديها، ، وتعلي الصوت في وجه كل منتقد حاول التشكيك أو التقليل من منجز أو فخر عالمي حققه النصر لنفسه أو للوطن.
تلك الأيام الذهبية كانت هي الفرصة التي ضيعها عناد القائمين على النصر أو بالأصح المسيطرين على فكره، حين كانت تلك الجماهير تعتقد أن مرحلة انتهت باستقالة الأمير ممدوح إلا أن المتنفذين في شؤون النصر كانوا أشد مقاومة لما يعدونه ضياع ملكيتهم في النادي، فوضعوا العراقيل والحيل وكل ما يمكنهم للتمسك بآخر حبال السيطرة على هذا الكيان، حتى استطاعوا استراق فرحة الجماهير واحتفائيتها بفريقها وأعضاء شرفها الشباب الذين انتظروا كثيراً مرحلة تغير فكر معشوقهم ليقتربوا أكثر وأكثر، وتأكدت تلك السيطرة بانجراف الرئيس الشاب لبراثن الفكر القديم رغم الآمال التي علقت عليه لقيادة النصر الجديد.
الآن، وبعد أن استشعر المدرج أن الواقع لم يتغير كثيراً، بهتت الفرحة والفورة وبدأت شمس آمال الجماهير للأفول، وأدرك الرئيس الحالي الواقع، وبدأ محاولة التدارك، لكن من الصعوبة بمكان ترميم كسر الأمل فهو برقة وشفافية الزجاج وينبع عادة من المشاعر المليئة بالحب، لذا يبقى جرح الأحبة غائراً ودفيناً يعود للنزف مع كل خدش، ولن تداويه محاولات اجتهاد نتمنى أن تجد للنجاح سبيلاً رغم صعوبة الواقع، فالعالمي في قلوب عشاقه قصة كتبت بالإخلاص لا بوعود الأوهام، والمرحلة الحالية بات يسيطر عليها من يحاول ترميم صورته أكثر من ترميم نصره.!