أخلى القضاء العسكري اللبناني بكفالة أمس سبيل الشاب الإسلامي اللبناني شادي المولوي الذي أوقف قبل عشرة أيام بتهمة "الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح". وأفاد مصدر قضائي "وافق قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبة على طلب تخلية الموقوف شادي المولوي بكفالة قدرها خمسمئة ألف ليرة (330 دولارا) على أن تستكمل الإجراءات لإخلاء سبيله". كما أوضح أن قرار إخلاء السبيل يمنع المولوي من السفر لاستكمال التحقيق معه.

وتوجه المولوي فور الإفراج عنه إلى طرابلس حيث انتظره أبناء البلدة للاحتفال. وفور الموافقة على تخلية المولوي سمع إطلاق المفرقعات في طرابلس، كذلك عمت الاحتقالات ساحة النور. وكان قاضي التحقيق العسكري قد استجوب المولوي، في حضور وكيله المحامي محمد حافظة، وسط إجراءات أمنية مشددة. وقد قدم حافظة طلبا ثانيا لتخلية موكله وأحالة وهبة إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر لابداء الرأي. ودار فقط حول موضوع "القاعدة".

وأوقف المولوي في 12 مايو في مدينة طرابلس بعدما استدرجه جهاز الأمن العام إلى مكتب وزير المالية محمد الصفدي. وأثارت طريقة التوقيف تنديدا واسعا لا سيما لدى القيادات السنية اللبنانية على اختلاف مواقعها السياسية. وبدأ إسلاميون اعتصاما مفتوحا للمطالبة بالإفراج عن المولوي في ساحة النور عند مدخل طرابلس حيث أقيمت خيم رفعت عليها رايات إسلامية، وأعلام "الثورة السورية". وادعت السلطات القضائية على المولوي بتهمة "الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح وارتكاب الجنايات على الناس والأموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها"، مع خمسة أشخاص آخرين بينهم قطري سرعان ما أفرج عنه. بينما تؤكد عائلة المولوي أن تهمته الوحيدة هي أنه يقدم الدعم للاجئين السوريين في لبنان ويدعم الحركة المناهضة للنظام في سورية. وتطور التوتر الذي أثاره توقيف المولوي إلى اشتباكات مسلحة بين سنة مناهضين لسورية وعلويين مؤيدين للنظام في طرابلس، أوقعت عشرة قتلى.

إلى ذلك استمر التوتر مخيما على مناطق في شمال لبنان على خلفية مقتل شيخ ورفيقه على حاجز للجيش اللبناني الأحد الماضي. وعمد سكان في مناطق عدة في شمال لبنان إلى قطع الطرق لليوم الثالث على التوالي احتجاجا على مقتل الشيخ أحمد عبدالواحد ورفيقه الشيخ محمد المرعب على حاجز للجيش اللبناني أثناء توجههما إلى مهرجان للمعارضة في الشمال، بحسب ما ذكر مصدر أمني. وأفاد سكان في بلدة البيرة، حيث دفن الشيخ ورفيقه، أن العزاء توقف أمس وأن "الأهالي لن يعودوا للعزاء إلا بتحويل القضية إلى المجلس العدلي".

على صعيد آخر خُطف 13 من اللبنانيين الشيعة في محافظة حلب أثناء عودتهم في حافلات من زيارة لإيران. ودعا الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بعد الحادث إلى ضبط النفس، مشيرا إلى بدء اتصالات مع السلطات السورية.