شهدت صنعاء أمس أكبر تفجير انتحاري لـ"القاعدة" منذ انتقال السلطة إلى الرئيس عبدربه هادي، أدى إلى مقتل 96 شخصا وجرح 300. وفيما هدد التنظيم بمزيد من الهجمات في صنعاء إن لم يوقف الجيش حملته على عناصره؛ اعتبر وزير الخارجية أبو بكر القربي، في حديث مع " الوطن" أن التنظيم أظهر إفلاسه عبر التفجير.

وفي حين أعلن التنظيم أنه كان يستهدف وزير الدفاع وقائد الجيش، أكدت مصادر نجاتهما بعد أن كانا يشرفان على تحضيرات لاحتفال كان مقررا اليوم بمناسبة الوحدة اليمنية. وعين هادي اللواء فضل القوسي قائدا للأمن المركزي، والعميد حسين الرضي قائدا للشرطة.




 


عتبر وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي تفجير صنعاء إعلان إفلاس لتنظيم القاعدة، بعد قرار الحكومة منع انتشار الخلايا السرطانية التي يشكلها هذا التنظيم في الجسد اليمني، ودحر التنظيم وطرد عناصره من المناطق التي سيطر عليها بالتعاون بين القوات المسلحة وأبناء تلك المناطق.

وكان ميدان السبعين في صنعاء قد شهد أكبر عملية إرهابية لتنظيم القاعدة منذ انتقال السلطة من الرئيس علي عبدالله صالح إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، إذ فجر انتحاري نفسه، أمس، وسط سرية من الجنود خلال تمارين لعرض عسكري في ميدان السبعين بوسط صنعاء ما أسفر عن مقتل 96 عسكريا وإصابة حوالي 300 آخرين، معظمهم من الجنود بحسب ما أفادت مصادر عسكرية وطبية. وقال التنظيم إن التفجير كان يستهدف وزير الدفاع وقائد الجيش، مهددا بمزيد من الهجمات في صنعاء إن استمر الجيش في حملته ضد عناصره.

وندد القربي في حديث مع "الوطن" ، بالعمل الجبان الذي "يدل على أن التنظيم بدأ في التخبط بسبب حالة الهزيمة التي يعيشها، فقد خرج تنظيم القاعدة من رحم الاضطراب السياسي الذي حصل في اليمن العام الماضي، مستغلا غياب قوى الأمن والجيش أو غياب السلطة السياسية والمؤسسية القادرة على إعطاء التوجيهات المتعلقة في مواجهة هذه المجموعات المسلحة التي تعتمد على العنف في توسيع مناطق نفوذها، فكانت من أولويات الحكومة الجديدة مواجهة هذا الخطر ودحره من خلال خطوتين، أولهما منع انتشار هذه الخلايا السرطانية في مناطق جديدة من الجسد اليمني، وهو ما نجحنا به قبل أن تتخذ الخطوة الثانية في دحر هذه العصابات وطردها من المناطق التي احتلتها من خلال المواجهات التي حصلت خلال نحو شهر ونجحت فيها القوات المسلحة بالتعاون مع القوى الشعبية في تطهير لودر من هذا الداء، والآن العملية مستمرة للقضاء عليها تماماً".

وأكدت مصادر يمنية نجاة وزير الدفاع محمد ناصر أحمد ورئيس الأركان اللواء الركن أحمد علي الأشول من التفجير.

وقال مسؤول أمن منطقة السبعين العقيد عبدالحميد بجاشان "هذه العملية تحمل بصمات تنظيم القاعدة".

فيما ألقت أجهزة الأمن القبض على ثلاثة آخرين كانوا يحملون أحزمة ناسفة ويوجدون بالقرب من مسرح العملية، وكانوا مستعدين لتنفيذ عمليات مشابهة، وقد عقدت الحكومة برئاسة محمد سالم باسندوة اجتماعاً لها بعد دقائق من الحادثة للوقوف على الأمر ومعرفة ملابسات الحادث المروع.

وبعد ساعات قليلة من الانفجار، أصدر هادي قرارا رئاسيا عين بموجبه اللواء فضل يحيى بن ناجي القوسي قائدا لقوات الأمن المركزي مكان عبدالملك الطيب المقرب من الرئيس اليمني السابق، كما عين العميد حسين محمد حسين الرضي قائدا لقوات النجدة (الشرطة) بدل محمد عبدالله القوسي المقرب من الرئيس السابق.

ويأتي هذا الهجوم الدامي فيما يشن الجيش اليمني حملة عسكرية ضخمة ضد تنظيم القاعدة في جنوب البلاد، وبعد أن تعهدت السلطات اليمنية الجديدة بالقضاء على التنظيم الذي يسيطر على قطاعات واسعة من جنوب وشرق البلاد.

ويحقق الجيش في الجنوب تقدما على الأرض، وهو نجح في طرد مقاتلي القاعدة من منطقة لودر في محافظة أبين كما يصعد ضغطه على مدينة جعار وعلى عاصمة أبين زنجبار التي وقعت في يد أنصار القاعدة نهاية مايو 2011.

وفي هذا السياق، قتل عشرة جنود و11 عنصرا من القاعدة ليل الأحد وصباح أمس في مواجهات غرب مدينة جعار وشمال شرق مدينة زنجبار في جنوب اليمن، بحسبما ما أفادت مصادر عسكرية وقبلية.

وقال مصدر عسكري ميداني إن مسلحي القاعدة شنوا هجوما أمس على مركز عسكري في وادي حسان شمال شرق زنجبار، عاصمة محافظة أبين، ما أسفر عن "مقتل سبعة جنود وإصابة 23 آخرين". وقد أكد هذه الحصيلة مصدر طبي في مستشفى باصهيب في عدن.

وذكر المصدر ان اشتباكات شهدتها مناطق شمال شرق زنجبار، بموازاة معارك اخرى في غرب مدينة جعار المجاورة.

وأكد مصدر عسكري آخر أن "ثلاثة جنود قتلوا وأصيب 17 آخرون في المعارك غرب جعار" ليل الأحد وصباح أمس. وأيضا تم تأكيد هذه الحصيلة من مصدر طبي في عدن.

ودانت كل من دول مجلس التعاون الخليجي، والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بشدة التفجير الانتحاري ووصفته بأنه عمل إرهابي جبان يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وجميع القيم الإنسانية.

من جانبه أكد مصدر قبلي مصرع 11 عنصرا من القاعدة في هذه المعارك التي دارت خصوصا بالقرب من مصنع الذخيرة في الضواحي الغربية لجعار. واستخدمت خلال الاشتباكات الأسلحة الرشاشة والمدفعية بحسب مصادر محلية.

وبذلك ترتفع حصيلة الحملة على القاعدة في أبين منذ 12 مايو إلى 234 قتيلا بينهم 158 عنصرا من القاعدة و41 جنديا.

ويشارك أكثر من 20 ألف جندي في الحملة التي يشنها الجيش اليمني بهدف طرد مقاتلي القاعدة من أبين، علما بأن المحافظة تقع على مشارف عدن.

إلى ذلك، دخل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الأحد المستشفى لإجراء فحوصات طبية و"عمليات صغيرة" حسب إفاد موقع حزب المؤتمر الشعبي العام.

من جانبه، أكد سلطان البركاني الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام إن صالح خرج من المستشفى.