أ. د. محمد إبراهيم الحسن
مدير جامعة نجران
تأتي الذكرى السابعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ وتوليه مقاليد الحكم، في ظل نجاحات كبيرة تحققها المملكة عاما بعد عام، في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية، وعلى كافة الأصعدة. فالقيادة الحكيمة لخادم الحرمين تسير بوطننا الغالي إلى التقدم المتسارع والأمن والأمان ورغد العيش، ولله الحمد، في ظل اضطرابات وصراعات كثيرة تحيط بالعالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع. وبالطبع فهذا الاستقرار الذي يعيشه وطننا العزيز لم يأت إلا بفضل الله أولا ثم بالحكمة وبعد النظر اللذين يتميز بهما الملك عبدالله ـ أيده الله.
لو حاولت الحديث ولو عن جزء بسيط جدا عن صفات هذا الملك الإنسان لما استطعت، ولكن يمكن الإشارة إلى الحرص الكبير التي يوليه خادم الحرمين لمواطنيه بكل فئاتهم وشرائحهم، وتوجيهاته الصريحة والحازمة والعلنية لكل المسؤولين في جميع القطاعات الحكومية والخاصة على خدمة المواطن والمقيم على هذه الأرض الطاهرة بكل إخلاص وبأقصى جهد، وتأكيده، حفظه الله، على أنه سيحاسب أي مسؤول كبر أو صغر ثبت تقصيره في أداء الأمانة الموكلة له، ولذلك نشهد الحب الكبير والعفوي الذي يكنه جميع أبناء المملكة والمقيمين فيها لخادم الحرمين الشريفين. والحقيقة أن الأمر لم يقتصر على الداخل فلقد شاهد الجميع تلك المحبة الكبيرة التي يبثها يوميا ملايين البشر حول العالم لملكينا الغالي، عن طريق وسائل الإعلام أو بالحضور الشخصي.
وعلى المستوى الخارجي فإن الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو رجل كل المراحل من خلال نظرته البعيدة للأمور بكل منطقية وواقعية، والعمل على إيجاد كافة الحلول التي تضمن مستقبلا مشرقا للشعب والوطن لبدء غد أجمل يحمل في طياته الاستقرار والنماء ومصلحة الوطن والمواطن. ولا شك أن الجميع يدرك مدى حرص خادم الحرمين الشريفين على نبذ الفرقة والانشقاق، وحرصه على غرس روح التسامح والحوار، الركيزة الأساسية لتحقيق الرفاهية لهذا الشعب، لأنه متى ما وجد الاستقرار وتعمق حس المواطنة في النفوس فذلك سيثمر ولا شك عطاء وجهدا مميزا لبناء مستقبل الإنسان السعودي.
عمل - حفظه الله - على تطوير إمكانات شعبه من خلال تطوير التعليم العام والعالي، حيث قفز عدد الجامعات خلال سنوات قليلة وبطريقة فريدة وغير مسبوقة إلى 24 جامعة وعشرات الكليات والجامعات الأهلية، إلى جانب برنامج ابتعاث الطلاب السعوديين، وعزز كثيرا من الخدمات الصحية والبلدية، وحرص على تطوير اقتصاد الوطن من خلال إنشاء المدن الاقتصادية وفتح المجال للاستثمار وتنمية السياحة الداخلية وغيرها من الإنجازات المتوالية التي صبت في مصلحة الشعب السعودي.
خادم الحرمين هو رجل العروبة الأول، لا يغض الطرف عن قضايا أمته العربية والإسلامية التي تحتل في قلبه مكانا كبيرا، يظهر ذلك بكل وضوح في محاولاته توحيد الصف العربي ووأد كل بوادر وملامح الانشقاق بين الإخوة.. نسأل الله الكريم أن يحفظه ذخرا للوطن وللأمتين العربية والإسلامية.