شرعت الحكومة السورية وأذرعتها الأمنية وعناصر الشبيحة بنصب كمائن لاعتقال المواطنين خلال تجولهم بالطرق والشوارع الرئيسية في المدن، في إطار سعيها للضغط على السوريين لتغيير مواقفهم، واحتواء موجات المعارضة المتزايدة تجاه حكم بشار الأسد. وتشهد مدينة الرقة "مصيف هارون الرشيد"، يوميا كجاراتها من المدن السورية حملات اعتقالات وقمع ضد المواطنين، ومنهم الشاب العشريني أسامة معن الحمود، الذي كان عائدا إلى منزله ليفاجأ برجال الأمن يعتقلونه مباشرة أمام أعين المارة الذين سارعوا لإبلاغ ذويه.

وأوضحت عمة  أسامة "ام عمر مصطفى "  لـ "الوطن" أن "هذه الحادثة تتكرر بشكل يومي في باقي المدن السورية، مشيرة إلى أن أسامة مشهود له بالأخلاق الحميدة، وهو ما يشهد عليه جيرانه وأصدقاؤه في المملكة التي ولد بها في نوفمبر 1983، وفي سورية أيضاً حيث عاد إليها شابا"، مبينة أن أسامة يعمل مدرسا للتربية البدنية بوزارة التربية والتعليم. وأضافت "فعلنا ما يستطيع المواطن السوري فعله وهو رفع أيدينا للسماء والدعاء بخروجه سالما من المعتقل، وخروج جميع المسجونين، كما نعمل الآن على التواصل مع حقوق الإنسان خوفا على حياته".

وتواصلت "الوطن" مع أحد الناشطين السوريين الذين لجؤوا إلى تركيا ويدعى "ع.ع"ـ الذي فضل عدم ذكر اسمه للحفاظ على أسرته، موضحا أن المعتاد في مثل هذه الحالات أن يتم الإعلان عن اسم الشخص المقبوض عليه على مواقع الإنترنت، كما يقوم الناشطون الحقوقيون بتسجيل اسمه وبيانات اعتقاله في سجلات حقوق الإنسان للحفاظ على حياته. وبين "ع.ع" أنه اعتقل مرتين في سورية منذ بداية الأحداث، مشيرا إلى وجود أشخاص يعملون لحساب الشبيحة يقومون بكتابة تقارير عن الشباب.