خروج الهلال من البطولة الآسيوية بكل تأكيد صدمة موجعة لأنصاره خصوصا بعد تلك النتيجة القاسية وغير المتوقعة حتى لخصمه أولسان الكوري.. تلك الهزيمة فجرت الكثير من الجدل بين محبي هذا الفريق الكبير؛ فانقسمت الآراء حول أوضاع النادي بين مطالب وبشدة باستقالة الإدارة، وبين أخرى كانت تطالب بتهدئة الأوضاع ودعم الإدارة.
*بكل أسف، إن الجدل لا يزال قائما حتى بعد البيان الذي أصدرته إدارة الهلال التي أكدت بشكل ضمني استمرارها وأنها قدمت الكثير للفريق، وبأن المنافسات الآسيوية لم تعد كالسابق من حيث السهولة، إلى غير ذلك من الأعذار التي لم تلق قبول شريحة واسعة من أنصار النادي التي لم تول اهتماما للخطاب الانهزامي من ناد يعتبر زعيما لأندية آسيا.
*علة الهلال كانت واضحة منذ الموسم الماضي ولم تستمع الإدارة وقتها لكثير من الأصوات التي طالبت بتدعيم الفريق في الكثير من المواقع، لكن منهجية إدارة الهلال كانت ولا تزال تصب في كيفية إدارة أعمالها بمفاهيم استثمارية قد لا تجدي مع أوضاع أنديتنا الحالية. ويأتي الإبقاء على بعض الأسماء الأجنبية التي تعاقدت معها لفترات طويلة كالمغربي هرماش والكوري يو بيونج دون أن تقدم المردود الفني الذي تتأمله جماهير الهلال من بين أسباب تردي الفريق، فقد بقي اللاعبان لعدم تمكن الإدارة من بيع عقديهما أو إعارتهما، وكذلك لتفادي خسارة كبيرة إذا ما استبدلتهما بلاعبين آخرين.
استمرت الإدارة في إظهار عدم قدرتها على التعاقد مع مدير فني قدير يظهر إمكانيات الفريق، فكان الأداء متذبذبا بين عال أمام فرق الوسط ومنخفض في المباريات التنافسية القوية.
*آخر المآخذ على إدارة الهلال أنها لا تستمع لأصوات معارضيها لتأخذ منها ما يفيدها، بل صنعت جبهة ضدها باتباع أسلوب "إن لم تكن معي فأنت ضدي"، وهذا منهج غريب لم يكن معهودا من الإدارات باستثناء إدارة الأمير عبدالله بن مساعد التي يعرف الجميع ماذا حدث معها.
الهلال كيان كبير له محبوه في بقاع كثيرة من وطننا ومتابعون كثر في دول عديدة، وإدارته مؤتمنة على النادي، وأنا مؤمن بأنها تسعى لمصلحته، لكن ليس كل مجتهد مصيبا في اجتهاده، ويجب أن يكون بين الإدارة ومحبو النادي وأعضاء الشرف والجماهير والإعلام، المزيد من التفاعل الإيجابي وأن تبتعد عن أسلوب إقصاء وإبعاد من يخالفونها الرأي حتى يعود الهلال قويا كما عدناه.
عناوين أخيرة:
دعوات البعض بدعم أنديتنا في منافساتها الآسيوية، انتهت مع بدء مباراة الهلال وأولسان الكوري، فبدل الدعوات حل التعصب المقيت الذي تبعه الكثير من السلوكيات التي أكدت أن هناك متلونين منتفعين سرعان ما يعودون لمستنقع التعصب.
واقعية مدرب الفتح وهو يعلن بأن فريقه لا يسعى للفوز ببطولة الدوري وأنهم يهدفون لجمع أكبر عدد من النقاط، يؤكد بأن لدى هذا المدرب استراتيجية طويلة المدى تجعل من الفريق أحد كبار الكرة السعودية.
مدرب الهلال كثيرا ما أراه يدون الملاحظات أثناء سير المباريات، لكن حتى آخر مباراة للفريق لم أر أي تغير إيجابي في مستوى الفريق، فأين نتيجة ما يدونه؟
مجموعة منتخبنا بتصفيات كأس آسيا التي تضم العراق والصين وإندونيسيا، وصفها البعض بالحديدية، لكن الحقيقة أن وقوعنا في أي مجموعة أخرى، كان سيكون صعبا علينا أيضا؟.