أيام معدودة وتنطلق أفواج السعوديين نحو دانة الخليج، مئات الآلاف سوف يعبرون منفذ "البطحاء"، بعد أن تكون جميع الرحلات الجوّية قد أغلقت قوائم الانتظار، بيد أن البعض لن ينتظر حتى البداية الرسمية للعطلة يوم الأربعاء المقبل، بل سوف يبدؤها يوم الاثنين أو حتى قبله!
لن أبحر في أسباب هجرتنا السياحية نحو "دبي"، ونحن لدينا المصائف والمشاتي والشواطئ والكثير مما تتغنى به "هيئة السياحة"، لكنني أعرف أن "دبي" – هذه المرة - قد استعدت لنا بفتح مجمعاتها التجارية على مدار الساعة! وأن الطرق البرية سالكة وبمسارات عديدة، وعلى ضفتيّها تنتشر محطات الوقود النموذجية، والبقالات والاستراحات النظيفة.
وها هي "دبي" المنافسة لأشهر وجهات السياحة العالمية؛ والتي لم تبدأ نشاطها الترويجي سوى قبل سنوات قليلة بمهرجان تسوقٍ بسيط، ثم بمفاجآت "مدهش" وقريةٍ عالميةٍ مبتكرة، ها هي تعمل برؤية محددة على تخطيطٍ وبناءٍ مؤسسي لمقومات السياحة الحقيقية، كالفنادق والمجمعات ومواقع الجذب، لتصبح الخيار السياحي الأول لجميع أفراد العائلة "السعودية" من أطفال ونساء وشباب.
ومع تكرار مواسم هجرتنا نحو جارتنا الخليجية نتساءل: هل سبق لمسؤولي "هيئة السياحة" أن حاولوا تحليل هذه الظاهرة؟ بل توسّعها خلال السنوات الأخيرة، هل حاولوا دراسة جذور الأسباب؟ ثم العمل على تقديم ما تقدمه "دبي" بكل بساطة! وليس فقط انتداب رؤساء بعض البلديات إلى أوروبا للاطلاع على التجارب السياحية "المتقدمة" هناك! أو استضافة الإعلاميين في قوافل سياحية إلى مدن محلية تفتقر لأبسط مقومات السياحة!
دعونا نعترف: لقد سبقتنا "دبي" أشواطاً متقدمة، وها هي "الدوحة" و"أبوظبي" على الطريق، فخيرٌ لنا أن نستلهم التجربة، وأن نحاول أن نبدأ من حيث انتهى الجيران فقط.