مرات... ومرات... رأيتك تبحث عن دروب لك في منطقتنا الحبيبة عسير أعلم علم اليقين أنك لا تيأس، رأيتك تحاول النفاذ كما خيوط الشمس في أضيق الأماكن وأعلم مدى ما تملكه من أساليب ملتوية لتحقيق مآربك، رأيتك تحاول بث سمومك تحاول نزع الهمم وأعلم أيضا شديد وقعك. تحاول بتر كل ساق تخطو للأمام، تتخذ من وعورة الجبال تارة ستارا وتارة قلة الإمكانات، لا لشيء سوى تحقيق ذاتك في مسماك، في كل مرة تجد نفسك تصطدم في السهل والجبل بجدار من العزيمة وهمة رجل عنيد، ذلك أنت أيها المستحيل نعم أنت الذي عجزت أن تدخل قاموس عسير وأنت من تسلل وببراعة نادرة إلى أماكن شتى متى شئت وأينما تشاء لم يردعك أحد غير فيصل عسير أميرها المحبوب الذي رسم لوحة جميلة بنقوش جبلية عسيرية عنوانها عفواً أيها المستحيل لا مكان لك في عسير، نعم لوحة إن أبحرت أيها المستحيل بفكرك بل وبلؤمك في أدق تفاصيلها الغامضة منها والساطعة تجدك تصطدم في كل مرة بالنقاء والرحمة وفي مرات بالحكمة والإبداع وفي أحيان كثيرة بالحزم والشدة ذلك كله تجده أيها المستحيل في فيصل الإنسان اقتحمت مجالسه فأيقنت أنك أمام هامة من التواضع والمعرفة والإنسانية جمع أهالي عسير على أنه لا لقاء أو سلام معك أيها المستحيل، نعم نكررها على الدوام عفوا أيها المستحيل فلا مكان لك في عسير وحارسها فيصل الأمين.
محرر "الوطن" بمركز الجنوب - عوض فرحان