أطلق 6 شبان من مدينة جدة، مبادرة لتعزيز حوار الحضارات بين المحافل الدولية الثقافية، تنهض على التعريف بتفاصيل "الثقافة السعودية" للأوروبيين والأميركان على وجه الخصوص، مطلقين عليها اسم "نداء الثقافة".

الفكرة لم تكن حبيسة شبكات التواصل الاجتماعية كالفيس بوك وتويتر وموقع الفيديو العالمي المعروف بـ "اليوتيوب"، وإن كانت شكلت أركانا رئيسة في الترويج للمبادرة .

الشخصية الرئيسة في المبادرة المهندس محمد باخريبة قال في حديث إلى "الوطن" متحدثا من العاصمة الإيطالية روما: "المبادرة سيكون لها تأثير إيجابي على استراتيجية فهم الآخر (العالم الغربي)، للثقافة السعودية القائمة على الحيوية والتنوع والتعدد وجماليات كثيرة، تعبر عن ملامح للثقافة المحلية لتوصيل رسالة المملكة للعالم الغربي".

تجول أعضاء المبادرة في الولايات المتحدة الأميركية (نيويورك ولوس أنجلس) وإيطاليا (نابوبي وروما)، وشاركوا في مؤتمر 360 شابا فاعلا دولياً، الذي انبنت فكرته على مشاريع الشباب التي تساعد في تحسين المجتمع الدولي، ورأى المشاركون أن مبادرة "نداء الثقافة السعودية" مبتكرة وجديدة في طرحها.

الرئيس التفيذي لشركة السمو لتطوير الشباب معتز عبد الحي علق على المبادرة: "إنها شكل مختلف من المبادرات التي أطلقها الشباب السعودي خاصة مع بروز ثورة الإعلام الجديد".

وأعطى عبد الحي المتخصص في البرامج الشبابية تحليلاً لقوة البرنامج الذي اعتمد على مؤهلات الثقافة المحلية في تعريف العالم الغربي بالمملكة، فالمجتمع الغربي ليس لديه أي معرفة بالحالة الثقافية السعودية، فجل ما يعرفه عن المملكة بأنها قوة اقتصادية في عالم أسواق النفط، ونحن بحاجة إلى إطلاع الأوروبيين والأميركان على الأرضية الثقافية المحلية التي لا تقل أهمية عن النفط، و تحمل بين طياتها مكونات تعددية لكل منطقة، وجميعها قائم على مبدأ التسامح الأخلاقي، وهذا جوهر ثقافتنا"، ووصف عبد الحي المبادرة بأنها "سفير للنوايا الحسنة السعودية ونستطيع من خلالها توصيل ما نريده للعالم أجمع".

12 خطا اعتمدتها المبادرة في ترويج الثقافة السعودية منها "الفلكور الشعبي، الموروث التاريخي، الأزياء التقليدية، العادات والتقاليد"، عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية الأوروبية أبدت اهتماماً بالمبادرة لأنها تحمل سياقات ثقافية جديدة لم يعرفها الأوروبيون والأميركان عن المملكة.

عدد من شبكات الإعلام التلفزيونية والإذاعية الإيطالية تفاعلت مع موضوع المبادرة وتبنتها عبر خارطة برامجها وأفردت مساحات واسعة للشباب السعودي (مؤسسي المبادرة) للحديث عنها بشكل مفصل، وهو ما وصفه الشباب بأنه "نقلة نوعية في مبادرات الشباب، وتظهر مدى تعطش المجتمع الغربي لمعرفة الآخر السعودي من زاوية ثقافية، وكذلك إعطاء لمحة مختلفة عن المزيج الثقافي العام للمملكة".

الشباب تمكنوا من توقيع "اتفاقية تعاون" مع إحدى أهم شركات الإنتاج التلفزيوني بمدينة السينما العالمية "هوليوود"، لإنتاج أفلام تتحدث عن المكون الثقافي السعودي، حيث تروجها الشركة بعد ذلك في هوليوود.

ويتجهز أصحاب المبادرة في سبتمبر المقبل للمشاركة في مهرجان أسبوع الأزياء الإيطالية، كأحد العارضين للأزياء الوطنية السعودية، وهو الأسبوع الذي يستقطب كبريات دور الأزياء الأوروبية والأميركية.

إضافة إلى استثمار تطبيقات اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، هناك عدد من الأفلام التي ينتجها الشباب تقدم معالم المملكة عبر مواقعها السياحية والتراثية، باللغتين الإنجليزية والعربية.

سفير النوايا الحسنة في برنامج سفراء العالم التابع للأمم المتحدة باخريبة أكد: "أن المبادرة الشبابية تعمل على أساس أنها دعوة للأفراد و المؤسسات لتعزيز ثقافة المجتمع السعودي، وتكريس بعض الوقت والجهد للتفكير في إبراز الطرق الإبداعية لتحفيز الثقافة المحلية بألوانها المختلفة".