إذا ما استثنينا جائزة الملك فيصل العالمية - لكونها عالمية الرؤية - فإن اللافت هو أن غالبية الفعاليات المحلية تهتم بالأدباء والمثقفين والكتاب والشعراء، وكل "بائعي الكلام" دون سواهم من المجتمع!

حتى الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون تتسابق للاهتمام بهؤلاء.. بل إن الوزارة الأم - وزارة الثقافة والإعلام - أصبحت تسابق أبناءها وتبذل جهدا كبيرا في الاهتمام بهؤلاء.. حتى وصل بها الأمر إلى تسمية ممرات معرض الكتاب بأسماء بعض الرواد في الأدب والثقافة والصحافة!

أنا هنا لا أسجل أي اعتراض.. بل على العكس هذا فعل محمود ويستحق الثناء.. غالبية الأمم تخلد الرواد والمبدعين في هذه المجالات وتوليهم عناية واهتماما كبيرين.. هؤلاء هم الترجمان الحقيقي لآلام وأحلام الشعوب.

الاعتراض هو أن دائرة التكريم في بلادنا لا يقف وسطها سوى هؤلاء.. ويتم تجاهل العديد من الرواد والمتميزين في المجالات الأخرى!

لو طلبت من زميلك في العمل أن يذكر لك الرواد أو المتميزين في مجال الطب - مثلا - لا أظنه سيذكر لك أكثر من شخص أو شخصين! لكن جرب أن تسأله عن "بائعي الكلام" ستجده يسرد لك قائمة ليس لها آخر، بعضهم لأول مرة تسمع باسمه!

ما الذي أود الوصول إليه؟

الأطباء - ومن في حكمهم - في بلادنا قليلو الكلام، ولذلك يضيع الكثير من حقوقهم المعنوية، وسط تجاهل المجتمع لهم وغياب الفعاليات المتخصصة، ولذلك أتمنى - فعلاً - أن تهتم فعالياتنا ومهرجاناتنا المختلفة بالمبدعين في كافة المجالات، ولا يتم حصرها على ذوي الصوت المرتفع و"بائعي الكلام"!