اقتحم العشرات من المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى أمس في محاولة لإثبات السيطرة الإسرائيلية عليه. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث "المستوطنون اقتحموا المسجد وسط حراسة مشدَّدة من قبل قوات الاحتلال، ووسط تضييق على المصلين، فيما سادت أجواء التوتر والحذر داخل المسجد وفي محيطه القريب". وأعلنت الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري إن 3 زائرين يهود قاموا بالاستلقاء لأداء الصلاة، مما حدا بقوات الشرطة التي رافقتهم إلى اعتقالهم فوراً وإحالتهم للتحقيق في شرطة البلدة القديمة.

في غضون ذلك حوَّلت سلطات الاحتلال مدينة القدس الشرقية في الذكرى الخامسة والأربعين لاحتلالها إلى ثكنة عسكرية، وهو ما يقول مراقبون ومسؤولون فلسطينيون إنه تأكيد على أن الحكومات المتعاقبة في تل أبيب لم تنجح حتى الآن في جعل المدينة جزءاً منها. وقالت حركة السلام الآن الإسرائيلية في تقرير "لم يكن ضم 28 حياً فلسطينياً على مساحة 70 كيلومتراً مربعاً حول القدس عام 1967 أمراً جيداً، ولم يساهم في تعزيز مكانة القدس كعاصمة لإسرائيل، وغالبية اليهود، بمن فيهم المقدسيين لا يعرفون معنى توحيد المدينة". وأضاف التقرير "نحن لا نرى ولا نزور الأحياء الفلسطينية التي تم ضمها في ذلك العام ولا يوجد لدينا أي احتكاك بأكثر من 300 ألف فلسطيني يعيشون في القدس".

في غضون ذلك بدأت تل أبيب أمس في تطبيق سلسلة من البرامج التي من شأنها تعزيز تهويد مدينة القدس. وقال بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء "قررت الحكومة إنشاء مجمعات سكنية لأفراد قوات الأمن من خلال تخصيص أراض بدون إصدار مناقصة وفي أحياء القدس القائمة. وسيسهل هذا القرار بناء المجمعات السكنية، وجذب سكان يتمتعون بأوضاع اقتصادية جيدة إلى المدينة. كما صادقت على تخصيص 350 مليون شيكل لتطوير المواقع العمومية والسياحية بالقدس خلال 6 سنوات. وسيتم تكريس هذا المبلغ من أجل تطوير البنى التحتية في المدينة في خدمة رفاهية السكان والزوار وتوسيع "الرئة الخضراء" في المدينة والمناطق المفتوحة فيها وترميم المواقع السياحية المركزية في كل أنحائها".