تابعت سلسلة التقارير الصحفية في الزميلة الشرق الأوسط بحر الأسبوع الماضي عن (نساء القصيم) في أعقاب الظاهرة الاجتماعية السالبة التي أحدثتها سيرة هيلة القصير. وإذا كان هدف تلك التقارير الصحفية الرائعة أن تظهر الوجه المختلف لأنثى القصيم الغالية فليسمحوا لي بالقول إنه لا حاجة لهذا الهدف التلميعي.
نساء القصيم لسن – هيلة – مثلما أن – وفاء – ليست صورة المرأة في عسير. وأمام أي ظاهرة اجتماعية تخالف وجه الاعتدال السعودي يجب علينا جميعاً أن نكون شركاء في كامل المسؤولية. خارطة الإرهاب لم تترك مدينة أو محافظة وعدالة القسمة تتضمن الاعتراف بواجبنا ومسؤوليتنا المتساوية. لا يمكن لنا أن نصل إلى وصفة علاجية ناجحة إذا كان بيننا من يعتقد أن مجتمعه الصغير من حوله نظيف من ظواهرنا الاجتماعية المريضة أو السالبة. كل ما أحدثته ظاهرة هيلة القصير أنها أيقظت الوعي الاجتماعي نحو المتغيرات التي تسلكها هذه الخلايا. وجدت نفسها تحت المراقبة في التعليم العام فذهبت نحو قاعات الجامعات. واجهت حصاراً في الاختراق (الذكوري) فوجدت خزاناً جديداً في تعليم المرأة. تكثف الوجود الأمني واليقظة الاجتماعية في المدن فكان من اللافت أن جل العمليات الأمنية في الأعوام الأخيرة كانت في القرى والأرياف. تعرف هذه الخلايا أن أفكارها تحت الرقابة في المجتمع السعودي وستظهر غداً بين الجاليات ومنافذ الجنسيات الوافدة. حوصرت في الكليات النظرية والشرعية فذهبت للكليات العلمية التطبيقية. يثبت هذا الحراك المراوغ أن من الخطأ أن تذهب التهمة للمرأة في القصيم أو للشاب في عسير أو لرجل الأعمال في جدة أو سيدته في الرياض. تتمة الخطأ أن يخلي أي فرد منا مسؤوليته لأن ذلك من الغفلة التي تخدر اليقظة.