في حلقة الثلاثاء الماضي 2/ 10/ 2012 من برنامج "الثامنة" على قناة MBC يبلغ الصراع ذروته فلا تدري: هل تبكي تعاطفاً مع الأم الثكلى "زينة عبدالله الشهري"، وقد ربط الله على قلبها كما ربط على قلوب من سبقها من أمهات ضحايا غدر الخادمات من "شرعاء" إلى "بوشل"؟، وهل تبكي مع الأب الذي وجد نفسه طالباً ومطلوباً، ومعزى ومعزياً في لحظةٍ واحدة، بعد أن تسبب في وفاة "عبدالرحمن قنديل" وطفلته "فرح" في حادث سير، وقد ربط الله على قلبه أيضاً، كما ربط على قلب يعقوب وأيوب ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم؟ أم تبكي اسماً إعلامياً شاب رأسه في المهنة وما زاد إلا افتقارا إلى ألف باء الاحترافية والمسؤولية؟.
فكر "داود الشريان": ما الذي يمكن أن يضيفه على من سبقه في تغطية الحدث؟، فسولت له نفسه أن يلتقي بالخادمة المشؤومة والتحقيق ما زال جارياً معها في السجن، وأظهرها مكبلةً بالحديد تعترف للمراسلة المتحمسة لا للمحقق ولا للقاضي!، وظل يستثير العواطف ـ كما هو ديدنه مذ كان في قناة "دبي" ـ ويحرض الإعلاميين ويحرض عليهم: "لاتسكتون.. شوفوا وش سوا بنا الإعلام الإندونيسي في الجرائم السابقة وشوفوا وش بيسوي بنا هالحين؟" ثم يصرح بأن السفير الإندونيسي رفض الظهور معه أو أي ممثل لسفارته، دون أن يبدو على "داود" أي شعور بما يقودنا إليه من فضيحة مدوية قد تؤدي إلى قلب الطاولة، وتخفيف الحكم على القاتلة؛ لأن القانون الدولي يمنع ظهور المتهمين في وسائل الإعلام قبل الحكم عليهم، كما أشار الزميل أسامة يوسف، في مقالته يوم الخميس الماضي في الزميلة "الشرق"، مبقياً الأمل في أن يتحلى الإعلاميون والكتاب "الشباب" بما لم يتحل به "الشياب" من وعي احترافي!
أما "داود" فسيرى قريباً "وش بيسوي" الإعلام الإندونيسي، مستثمراً حلقته "المثيرة"، وسيتذكر حينها ـ وهو الممثل المسرحي الزميل لـ"بكر الشدي" رحمه الله ـ ذلك "الكومبارس" الذي فوجئ بضحك الجمهور وتصفيقهم له كلما وضع رجلاً على رجل!، فما زال يفعل ذلك، حتى اكتشف بعد العرض أن الناس كانت تضحك من "عورته" لا من "روعته"!!