سلطان مناع العمري


الكل يشاهد يومياً ماذا يحدث في العالم من ثورة في عالم المعلومات والشبكات العنكبوتية والتطور المذهل الذي حدث في عالم الاتصالات بجميع أشكالها وأصبح العالم قرية صغيرة واستطاع الإنسان حالياً بواسطة جهاز صغير في اليد أن يعرف ما يدور في هذا العالم الفسيح من أحداث وأمور سواء سياسية أو اجتماعية أو تعليمية بواسطة الواتس أب وكذلك الفيس بوك والتويتر وغيرها من الخدمات الإلكترونية.

لذا نعترف بأن هذه الخدمات الإلكترونية ساهمت بشكل كبير في اختصار الوقت والجهد وساعد الإنترنت في تنظيم الكثير من الأعمال الإدارية والمالية على حد سواء. وكل هذا يدل أن العالم يتطور والإنسان يخترع ويبدع ويبتكر ولا نستغرب أن تصبح في المستقبل القريب خدمات جديدة في عالم الاتصال غير موجودة حالياً.

إلا أن المهم من هذا كله أن هذه الخدمات التي بين أيدينا الآن أصبحت من الضروريات في حياتنا ولما لها من فوائد إلا أن البعض وللأسف الشديد استخدم هذه الخدمات استخداما سيئا بحيث يستقبل معلومات غير صادقة ويدخل في مواقع مشبوهة ويسمع بعض الأخبار الكاذبة والمغرضة ويشاهد صوراً مخلة وبذيئة ويقرأ نكات ساذجة وتعليقات واهية.

وفي النهاية يضيع الوقت ويتعكر الذهن وتعطل المصالح وتكثر الإشاعات ويصاب أحياناً بالصداع والإدمان على تصفح هذا الجهاز الساعات الطوال فتضيع الصلوات ويتشتت الذهن ويضعف البصر. فأصبحت الفائدة معدومة وهذه بلاشك من مخاطر استخدام التقنية استخداماً سيئاً، خاصة شريحة الشباب وصغار السن الذين لديهم نهم شديد على الدخول في كل ما في هذه المواقع من حسن ورديء.

لذا يجب أن نحمي شبابنا من خطورة هذه التقنية بحيث نبين لهم عبر الوسائل المتاحة سواء في المدارس أو المساجد أو الوسائل الإعلامية خطورة بعض ما قد يحدث في هذه الخدمات من أمور سيئة تؤثر على شخصية الشباب وعلى سلوكهم وتغيير تفكيرهم وأن هذه المواقع هدفها فقط بث السموم وإثارة الفتنة وتأجيج المواقف وترويج الأخبار الكاذبة والمزيفة حتى يصبح شبابنا في حالة من الضياع.

كذلك يجب على الجهات التي لها علاقة بمجال الاتصالات السعي إلى حجب المواقع التي لها أثر سيئ على عقول أبنائنا وتسعى إلى محاسبة كل من يريد أن يقدم معلومة كاذبة أو خبرا مزيفا حتى تكون هناك مصداقية لكل ما ينشر.