ما بين الثبات والقوة الفنية في الأهلي، والتحسن الطفيف في مستوى النصر، سيكون العنوان الأبرز لمواجهة الفريقين اليوم على نهائي كأس الأبطال، فالأهلي صاحب التميز المتفرد هذا الموسم لم يلامس الذهب بعد أن اكتفى بوصافة الدوري وخرج من دور الأربعة على كأس ولي العهد، فيما واصل حضوره الجيد في دوري أبطال آسيا، لذلك ستكون مواجهة اليوم فرصة محلية أخيرة لحصد الذهب والمحافظة على لقبه.

أما النصر، فإن طموحاته كبيرة بأن يكون هذا اللقب نقطة تحول كبرى في مسيرة الفريق، عقب الغياب الطويل عن البطولات، كما أن ظروف الفريق لم تمنعه من البحث عن تحقيق هذا الحلم، بالذات أنهم يواجهون فريقاً مرعباً يلعب على أرضه وبين جماهيره.

خطر مجاراة الأهلي

سيكون للعوامل النفسية دور هام في بعثرة الكثير من المخططات التي يبحث من خلالها التشيكي ياورليم في الأهلي والكولمبي ماتورنا في النصر لكسب هذه المباراة التي لا تقبل القسمة على اثنين. رغم الفوارق الفنية التي تسير لمصلحة الأهلي، إلا أن الظروف المحيطة بمثل هذه المباريات الختامية التي يصعب معها التعويض، ربما تفيد الفريق "الأصفر" في تعطيل القوة الفنية والانسجام الذي يعيشه الأهلي قبل هذه المباراة، لكن هذا الأمر لن يكون هيناً على لاعبي النصر، إلا بالدخول في تحد كبير مع أنفسهم أولاَ ومن ثم التركيز طوال المباراة على تعطيل قوة المنافس كأهم الخيارات، على أن يكون البحث عن مفاجأة في دقائق معينة، خياراً ثانياً، فالمغامرة من جانب النصر، ستكون محفوفة بالمخاطر، خصوصاً لو بالغ في مجاراة وسط الأهلي على وجه التحديد.

ويبقى تحديد الأهداف بدقة، "سلاحا" رئيسا أمام ماتورانا من أجل ضمان "التماسك" طوال المباراة.

غياب الدعم "الخارجي"

يفتقد النصر الاستفادة الحقيقية من عناصره الأجنبية، باستثناء الجزائري الحاج بوقاش، وهذا الأمر حتماً سيكلفه الكثير خلال المباراة، التي تحتاج للاعبي الخبرة، كي يكونوا دعماً فنياً ونفسياً لبقية زملائهم، عكس ما يتمتع به الأهلي من انسجام ودعم يقدمه محترفوه الحوسني وفيكتور وبالومينو وكماتشو. فهذا الرباعي يشكل قوة حقيقية للفريق، وكانت الاستفادة من قيمتهم الفنية كبيرة على المستوى العام للفريق الذي بات طرفاً مرشحاً لنيل جميع البطولات المحلية، إضافة إلى ذلك، يتمتع ياروليم بدكة بدلاء مميزة.

"استدراج" الخصم

لن يكون أمام لاعبي النصر سوى خيارات محدودة جداً عطفاً على مسيرة الفريق وخصمه اليوم، لذلك ينتظر أن يسعى ماتورنا كثيراً لتأخير تسجيل الأهلي بقدر المستطاع، ليقينه أن مرور الوقت يأتي في مصلحة فريقه من خلال إحداث عوامل سلبية على الأهلي، فخلاف الاستعجال الذي سيكون عليه لاعبو الأهلي نظير الترشيحات التي تصب في مصلحتهم لكسب المباراة، ستزداد حالة الإرهاق التي يعاني منها جل لاعبي الفريق، وهو ما قد يسجل كنقطة في مصلحة النصر لتأجيل مطامعه الهجومية إلى منتصف الشوط الثاني أو اجترار المباراة إلى أشواط إضافية لإرهاق الأهلي أكثر بعد افتقادهم لجزء كبير من مخزونهم اللياقي.

كماتشو وحل منطقي

التكتل المتوقع للاعبي النصر على حدود منطقة الجزاء، قد يضيق المساحات على مهاجمي الأهلي، وعلى مسانديه من الوسط كما هو حال تيسير الجاسم، أو في مساندات ظهيري الجنب الحربي والمر، لذلك من المتوقع أن يبحث الحوسني وفيكتور إضافة للتيسير عن أخطاء على حدود منطقة الجزاء النصراوية لمعرفتهم أنها تشكل خطراً على منافسيهم بتواجد البرازيلي كماتشو الذي يجيد التعامل مع مثل هذه الكرات بإتقان.

مشاغبات قد تثمر

ستسبب تحركات مهاجم النصر سعود حمود قلقاً لمدافعي الأهلي، نظير السرعة والجرأة التي يؤدي بها، وهذا ما يبحث عنه ماتورنا الذي سيمنح هذا اللاعب حرية التنقل في مناطق دفاع الأهلي، وعدم تقييده بواجبات دفاعية كما كان في السابق، فلعل إحدى الهجمات المرتدة تجلب للفريق هدفاً، أو يحصل منها على ركلة جزاء، أو خطأ قريب من المنطقة الخطرة.

ميزان الحراسة

تبدو حراسة الأهلي أكثر اطمئناناً بتواجد عبدالله المعيوف، أو تيسير المسيليم حال مشاركته، وكلاهما قدم مستويات ثابتة خلال المرحلة الماضية التي سعى فيها ياروليم إلى توزيع المشاركات بينهما، إلا أن المعيوف بات الأكثر حظاً في التصدي للمسؤولية اليوم بعد تألقه في هذه البطولة تحديداً. وفي الجهة الأخرى، فإن ارتباك عبدالله العنزي مع الكرات العرضية، وتكرار خروجه الخاطىء يبدو مقلقاً للفريق الأصفر، خصوصاً بعد وضوح عدم التفاهم بينه وبين قلبي الدفاع عيد وبرناوي، ويعول النصراويون على تلافي العنزي لأخطائه وأن يكون في قمة مستواه.

قوائم البدلاء

من العوامل المميزة في الأهلي تواجد لاعبين مميزين على دكة البدلاء غالباً ما تكون لهم أدوارهم الإيجابية متى ما تم الدفع بهم، فالعيسى والمسعد والفهمي وآل فتيل يعتبرون دعماً حقيقياً للفريق في أي وقت، وعلى النقيض تماماً، فإن بدلاء النصر أقل مستوى بكثير من أساسييه.