نفت مصادر دبلوماسية خليجية ما أوردته وسائل إعلام روسية عن مبادرة قطرية لحل الأزمة السورية "تمت بشكل مباشر مع دمشق عن طريق شخصية سياسية عربية وبشكل منفرد"، موضحا أن الجهود السياسية الخليجية تتم بتنسيق بين دول المجلس وضمن أطر العمل الخليجي المشترك وخاصة في الملف السوري الذي يتم التعامل خلاله "مع نظام مجرم". وبينت المصادر لـ"الوطن" أن ما أورده الإعلام الروسي عن "تراجع الدوحة عن سياسة تسليح المعارضة والتواطؤ مع الأجندة الأجنبية لضرب استقرار سورية"، ينبع من إيمان دمشق وطهران وموسكو بسياسة التدخل في شؤون الآخرين وتوقعهم أن الجميع يستهدفهم بذات السياسات الاستخبارية التي تتنوع بدءا من الاغتيال الذي تورطت فيه موسكو ضد شخصية سياسية في الدوحة إضافة إلى الوقوف في وجه الشعب السوري واعتباره عصابات مسلحة واستخدام حق النقض في وجه قرار كان يستهدف حمايته ويمنع التدخل الخارجي، إضافة إلى سياسة طهران لزرع خلايا تجسس وبث الفتنة الطائفية في كل مكان، ومحاولة دمشق تصدير ثورتها إلى لبنان واعتماد سياسة قتل الأطفال وحرق المدن والاغتصاب.

وأوضحت المصادر أن روسيا التي تساوم بشكل يومي لضمان مصالحها في سورية مقابل التضحية ببشار الأسد، "لا يحق لها أن تتهم أيا كان بالتواطؤ لأن مساومتهم في كثير من القضايا منذ الاتحاد السوفيتي وحتى الآن معروفة وموثقة". وقالت "لم ولن نكون ضمن أجندة أجنبية لضرب استقرار بلد عربي ولكننا نريد حماية الشعب السوري فقط، ولا يهمنا ارتباط أو عمالة الأسد لإيران التي فشلت في معالجة أزماتها الاقتصادية وتعاني من أزمات داخلية".

وأشار المصدر إلى أن الجهد الخليجي والدولي واضح ولا مبادرات جانبية أو مشاريع أحادية في منظومة مجلس التعاون الذي يتجه للاتحاد سياسيا وعسكريا واقتصاديا وأمنيا. وقال "كل زيارة يقوم بها مسؤول خليجي إلى روسيا أو الولايات المتحدة أو غيرها من دول العالم بلا استثناء تكون بتنسيق ويتم إطلاع مسؤولي الدول الأعضاء عليها بما فيها المباحثات السرية".

وتابع "موسكو فرضت شروطها على المعارضة السورية وعملت على ابتزاز الحكومة للفوز بعقد مفتوح لتأسيس قاعدة طرطوس ولا نريد فضح كامل شروطها المذلة، ولم نضغط على المعارضة أو نقدم لها حلولا معلبة كأن يكون رئيس الجمهورية علويا ورئيس مجلس النواب كرديا أو مسيحيا كما تسعى موسكو، فخيارات الشعب السوري هي ثورة وطنية للتحرر من قيود وتحكم الداخل والخارج ليكون القرار بيد الشعب السوري وحده ونحن مع خيارات الشعب ندعمها ونساعده على تحقيقها".