علمت "الوطن" من مصدر مطلع بوزارة الصحة أن الوزارة تعمل على إنشاء منظومة وطنية متكاملة، بهدف الربط والتنسيق فيما يخص التبرع بالدم في جميع بنوك المملكة. موضحا أن ثلث بنوك الدم في السعودية تابعة لوزارة الصحة، ومع ذلك لا يوجد ربط فيما بينها.
وأوضح المصدر أن مطالبة ذوي المريض بتوفير كميات من الدم الذي نقل له عن طريق توفير متبرعين، يعتمد على ثلاثة أنواع من التبرع، وفي الحالة الأولى إذا كانت حالة طارئة للمريض، فإنه يتم نقل الدم له دون أخذ بديل منه، والحالة الثانية، تختص بالإمراض المزمنة، وهي أيضاً حالات لا يطلب فيها المريض بتوفير بديل، أما الحالة الثالثة، فهي التي تشترط توفير متبرعين بعد إجراء عملية نقل الدم، وذلك في العمليات الجراحية حيث يُعطي ذوو المريض فرصة لتوفير متبرع وذلك للمحافظة على رصيد بنك الدم.
وعلى صعيد متصل، قام خمسة سعوديون بإنشاء موقع إلكتروني يهدف إلى جمع أكبر عدد من الراغبين بالتبرع بالدم من كافة الديانات والجنسيات. ووفقاً للقائمين على الفكرة، فقد بلغ عدد المتبرعين منذ بداية الشهر الحالي وحتى يوم أمس، 32 ألف متبرع من جميع أنحاء العالم، أغلبهم من قارة أفريقيا وأوربا وآسيا، وأميركا الشمالية والجنوبية.
من جهته كشف صاحب فكرة إنشاء موقع "بنك الدم التطوعي" خلف الجودي أن الفكرة جاءت نتيجة موقف إنساني حدث له، في إحدى المناسبات في مدينة الطائف، حينما تلقي رسالة sms على جواله الخاص، تناشد المتطوعين للتبرع لمريض يعاني من فقر الدم وصاحب فصيلة نادرة، فوجد أن عدد المتبرعين له لا يغطون العدد المطلوب، مما دفعه للبحث عن طريقة حديثة تساهم في الربط بين المتبرعين والمرضى المحتاجين للدم، فقام بإنشاء موقع إلكتروني يعمل على وضع قواعد بيانات في جميع مناطق المملكة للمتبرعين بالدم، والاشتراط على المتبرع تسجيل معلوماته كاملة والتي تتمثل في الأسماء وأرقام الهواتف وفصيلة دم المتبرع والمدينة التي يقيم بها، حيث يعمل الموقع على إخفاء اسم المتبرع وجنسه حتى يتم المحافظة على خصوصية النساء.
وأضاف الجودي أن بنوك الدم في السعودية التابعة للمستشفيات لا يوجد ربط فيما بينها وتحتاج لوضع برنامج إلكتروني لربط جميع بنوك الدم فيما بينها، وذلك حتى يتم التسهيل على المريض الذي يبحث عن نقل دم وخاصة الفصائل النادرة. مشيراً إلى أن الربط الإلكتروني يسهل على المريض وذويه عملية البحث عن فصيلة الدم التي يحتاجونها، من خلال شبكة مترابطة تسهل عليهم البحث في كافة بنوك الدم بالمملكة.
وأضاف أن موقعهم لا يستهدف المسلمين فقط بل يستهدف كافة الأديان، وكافة الجنسيات، معتبرا أن التبرع بالدم من الأعمال الخيرية التطوعية التي تساهم في إنقاذ أرواح المرضى.
وكشف أن الموقع استقبل عددا كبير من المتبرعين من أميركا الشمالية والجنوبية وفلسطين وإفريقيا والمغرب والجزائر والسعودية، إلى جانب أن المتبرعين لم يكونوا من الجنسيات العربية فقط، بل لدينا متطوعون راغبون في التبرع بالدم عن طريق تسجيل بياناتهم في الموقع من جنسيات أوروبية وغير مسلمين ومن ديانات مختلفة.
وأكد أن انطلاق الموقع الفعلي كان منذ 8 سنوات لكن لم يكن هناك إقبال كبير من المتطوعين، لكن خلال العامين الماضيين وجدنا أن هناك إقبالا كبيرا من الأشخاص المتبرعين، حتى وصل عدد المتبرعين أكثر من 32 ألف متبرع.