مثلت بطولة دوري أبطال آسيا أكبر صور العقوق الكروية لفريق الهلال الكروي الأول، بعد أن كانت بارة به منذ أوائل التسعينات الميلادية إلى أوائل 2000، والتي بعدها واصلت عقوقها إلى منتصفها الحالي، لتكمل 10 سنوات عجاف، والعقوق الآسيوي للهلال مرده اللاعبون الحاليون، الذين لم يراعوا أهمية البطولة "الأم" التي تكافئ من يخلص لها ويزكيها بالتدريبات وبالحضور الفني والذهني، والإخلاص لها وتقديم الغالي والرخيص من أجلها.
منافسات القارة الصفراء نادت بأعلى صوتها "الشرق يتفوق على الغرب"، ولكن لاحياة لمن تنادي حتى سقط "زعيمها"، بالرغم من التحذيرات والمؤشرات التي تؤكد تأخرنا بسبب نومنا على أطلال الجابر والثنيان ورفاقهما، حين كانا لايعترفان بالمساومات المالية وحجز صالونات الحلاقة، والفنادق ذات الخمسة نجوم، غير آبهين بتاريخ الهلال، الذي لم يفطموا عليه بل أنهم حقنوا حبه، بعيدا عن المال الذي أصبح أهم مطامع جيل الهلال الحالي "إلا من رحم ربي"، وهذا يجعلنا نطالب في إعادة صياغة العقود الاحترافية بما يتفق وينسجم مع المنجزات التي يحققها اللاعبون. وتسوقني هنا تجربة دولية في تحديد المبالغ الاحترافية بإضافة شروط "النجومية" كمنح نقاط مكافأة مالية في العقود بعد إبرامها بمبالغ معقولة، وتلك النقاط تمثل في النجومية التي يسجلها اللاعب في المباريات التي يشارك فيها.
لم يعهد التاريخ الهلالي أن طأطأ اللاعبون رؤوسهم، وتحولوا كالنعام كالذي شاهدناه بعد الهدف الثاني لأولسان، وهنا يعبر عن الحالة الانهزامية المبكرة والاستسلام لها، ويقدم لنا صورة من صور الانكسار الهلالي، بعد أن كان الدايل ومن بعده أبناء الدعيع والأحمد والتيماوي وأبواثنين والموينع والجابر والثنيان يقلبون الكرة على رؤوس الكوريين واليابانيين والإيرانيين بشربة ماء.