أنتجت هيئة حقوق الإنسان في السعودية فيلما قصيرا بعنوان "علاقة السعوديات بعاملات المنزل" من ضمن سلسلة أفلام ستنتجها الهيئة عن نشر ثقافة حقوق الإنسان في المملكة تحت مشروع تبنته يحمل اسم (لأني مسلم) يشرف عليه فريق تنفيذي من السعودية وجنوب أفريقيا ولبنان وبريطانيا. هذا الكلام جميل حتى الآن، ولكن يبدو تعامل الهيئة إعلاميا مع موضوع حقوق الإنسان خاصة فيما يتعلق بالجانب التلفزيوني فقيرا جدا. السؤال الذي يطرح الآن: لماذا تنتج الهيئة فيلما عن عاملات المنازل؟ ولماذا يكون باكورة إنتاجها هذا الفيلم؟ وإذا ما عدنا إلى الأرشيف الصحفي في أي وسيلة إعلام سعودية سنجد حتما أن هناك كثيرا من الجرائم التي ارتكبتها عاملات منزليات وبعضها تعجز الألسن عن وصف بشاعته، مثل جريمة مقتل الطفلة "تالا" على يد عاملة ظهرت في مقابلة تلفزيونية لتقول للرأي العام إنها "غير نادمة على فعلتها"!
إنتاج أفلام توعوية أمر جيد وأنا مع الهيئة في ذلك، لكن لا بد أن تقوم أيضا بدورها في الدفاع عن حقوق الإنسان السعودي لدى البلدان التي تستقدم منها العاملات المنزليات. خاصة أن الإعلام في تلك الدول يتناول بعض الحوادث الفردية ومن ثم يعمم على أن معاملة العاملات في السعودية تحتاج إلى إعادة نظر، بينما الواقع غير ذلك تماما، فهناك أسر سعودية عانت الأمرين من العاملات بدءا من جرائمهن وانتهاء بهروبهن وانضمامهن إلى عصابات ترويج العاملات في كل مكان. وفعلا نتمنى من الهيئة أن تساعدنا في هذا الجانب وتباشر دورها بشكل كبير في هذه الدول ليعرف المسؤولون فيها طبيعة ما يحدث بالفعل.
وكم كنت أتمنى أن ساهمت وزارة العمل في هذه السلسلة من الأفلام بل كنت أتوق إلى أن أرى وزارة العمل تذهب إلى الدول المعنية بالشأن نفسه، خاصة في موضوع العاملات المنزليات، وتصحيح الصورة التي رسمها الإعلام في هذه الدول.
إن ما حدث لتالا هو جريمة تناقلتها كل الفضائيات فما بالكم بقضايا أخرى لم تظهر على السطح أو تناولتها بعض وسائل الإعلام على استحياء، ونعرف أنها تنوعت بين القتل والاعتداء والتهديد والسرقة والسحر ومحاولات الاختطاف ناهيك عن الهروب والانضمام إلى عصابات خطيرة تديرها عمالة مجهولة.
أتمنى أن تفتح القضية أذهان القائمين على الهيئة بضرورة الاهتمام بحقوق الإنسان السعودي أولا!