أكد عضو مجلس الشورى الدكتور حاتم الشريف، حاجة المجلس إلى كثير من الصلاحيات، مجددا اقتراحه بأن يكون نصف الأعضاء منتخبين حتى وإن كان ذلك لمرحلة تجريبية يُقيم بعدها الأداء. وانتقد الشريف في حوار مع "الوطن" التعليم في الجامعات السعودية قائلاً: "ما زال ينقصه الكثير ليكون تعليما قادرا على تحقيق الطموح، ولا يزال يعاني من الأساليب القديمة"، معلنا تأييده قيادة المرأة للسيارة شريطة تهيئة المجتمع، مشدداً على أنه سيقول هذا حق من حقوق المرأة لو طرحت القضية تحت قبة الشورى.
أكد عضو مجلس الشورى الدكتور حاتم بن عارف الشريف حاجة المجلس للعديد من الصلاحيات، مجددا اقتراحه بأن يكون نصف أعضاء المجلس منتخبين حتى وإن كان ذلك لمرحلة تجريبية يُقيم بعدها الأداء. وانتقد الشريف التعليم في الجامعات السعودية قائلا "ما زال ينقصه الكثير ليكون تعليما قادرا على تحقيق الطموح، وما زال يعاني من الأساليب القديمة".
وأكد في حوار مع "الوطن" تأييده لقيادة المرأة للسيارة، مشددا على أنه سيقول هذا حق من حقوق المرأة لو طرحت هذه القضية تحت قبة الشورى. وكشف الشريف عن عدد من الآراء من خلال هذا الحوار الذي اتسم بالصراحة والشفافية.فإلى التفاصيل:
عملت قبل تعيينك في مجلس الشورى أستاذا مساعدا بجامعة أم القرى، ما رأيكم في مستوى تعليم الجامعات لدينا؟
التعليم ما زال ينقصه الشيء الكثير ليكون تعليما قادرا على تحقيق الطموح، وأول ذلك انتفاء الأساليب التعليمية القديمة ولا أعني بذلك "الأجهزة والتقنيات" مع أن النقص ربما شملها أيضا، ولكن أعني أساليب استثارة الأذهان للتفكير والتحليل والنقد، وتكوين الملَكات وتنميتها.
هل بقيت شخصيتك الأكاديمية أم اختفت تحت قبة الشورى؟
لم تختف ولن تختفي أبدا بإذن الله، فالتعليم أشرف وظيفة وأنا أحبه.
عاصرتم خلال عملكم عضوا في مجلس الشورى أكثر من دورة.. هل هناك اختلاف من حيث الأداء والجرأة في الطرح تحت قبة المجلس؟
من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات تنتج عادة من اختلاف الأعضاء والرئاسة، وكل هذه الاختلافات سلبية وليست إيجابية وهذه طبيعة الحياة.
أتاحت المادة 23 من نظام المجلس لجميع الأعضاء تقديم ما يرغبون من مقترحات، لكن هناك أعضاء لم يقدموا أي مقترح ما السبب من وجهة نظرك؟
يختلف ذلك باختلاف نظرة الأعضاء، فمنهم من لديه قناعة بأن الأنظمة جيدة، وأن المشكلة تكمن في التنفيذ، ومنهم من يَحُول دون كثيرٍ من تطلعاته للتغيير نقصانُ المعلومة الموثقة؛ لندرة مراكز الأبحاث لدينا، ومنهم من يرى أن صلاحيات المجلس ما زالت تحتاج إلى مزيد من القوة لتتيح لهم تصحيحا حقيقيا مؤثرا.
ما رأيكم في خطوة خادم الحرمين الشريفين بإشراك المرأة في عضوية مجلس الشورى، وهل المجلس مستعد لاستقبالها؟
هي خطوة من خطواته- وفقه الله- الكثيرة للتطوير والتصحيح، ويجب على المجلس أن يكون مستعدا لتنفيذها بالطريقة التي لا تتعارض مع شرعنا وقيمنا ولا مع مغزاها من مشاركة المرأة في إبداء المشورة، ووصول صوتها لأصحاب القرار.
أصدرتم بيانا في صيغة رد لمن عارض قرار إشراك المرأة عضوا في مجلس الشورى.. ما الدافع لإصداره؟
لسببين الأول الدفاع عن الدين أمام الصوت الجاهل الذي يُحرّف الدينَ ويشوه صورته بآراء متشددة لا تقف عند ترجيح المنع، فلو كانت مجرد ترجيح لاستحقت الاحترام، لكنها تتجاوز الترجيح إلى تجهيل أو تخوين القول بالإباحة بلا دليل يُسوّغ هذا الرأي المتطرف.
الثاني، أن هذا حق للمرأة والدفاع عن الحق شرفٌ، لا يجب التأخر عنه ولن يتغير رأيي في ذلك حتى لو حصلت تجاوزات في التطبيق لا قدر الله ذلك؛ لأن سلامة التطبيق لا علاقة لها بسلامة التقرير إلا عند من يُخوّن الدولة في حرصها على تطبيق أحكام الإسلام.
لو طرحت توصية قيادة المرأة للسيارة لمناقشتها تحت قبة المجلس هل ستؤيدها أم تعارضها.. وما السبب؟
لو طرحت سأقول: هذا حق من حقوق المرأة ، لكن لا بد من تجهيز أجهزة الدولة لتطبيقه بطريقة صحيحة، وتهيئة المجتمع لتقبل ذلك بالتدريج.
هل كنت من المؤيدين لتوصية بدل السكن أم من المعارضين؟
كنت مؤيدا لها عاطفيا، لكني أعلم أنها غير قابلة للتطبيق، ولا تحل مشكلة الإسكان، بل ربما فاقمتها بأن ترتفع الإيجارات ولا يستفيد منها المواطن غير الموظف وهذا ظلم له. وتصحيح مشكلة الإسكان لا يكون بزيادة أصحاب الأملاك غنى على حساب المستأجرين، وإنما يكون بتوفير السكن المملوك لكل مواطن.
هناك من يقول إن هناك حرب تيارات فكرية تحت قبة مجلس الشورى، ما تعليقك؟
لم أشعر بهذا قط، لكنها اختلاف قناعات وآراء.
هل تؤيد أن يكون نصف أعضاء المجلس منتخبين؟
أؤيد ذلك، وقد اقترحته منذ سنوات، ولو لمرحلة تجريبية، يُقوّم بعدها أداء المجلس، فإما أن تدعو هذه التجربة إلى الاستمرار فيها، وربما إلى زيادة عدد المنتخبين، أو إلى العودة للتعيين.
وهل سيختلف أداء المجلس عندما يكون أعضاؤه منتخبين؟
لابد من الاختلاف، وأرجح أنه قد يكون اختلافا إيجابيا.
يقال إن هناك أعضاء صامتين في المجلس، ما تعليقكم؟
الصمت في قاعة المجلس لا يعني عدم العطاء، فاللجان تعمل بكامل أعضائها، فقد يكون الصامتون في القاعة أصحابَ عطاء قوي ومؤثر في لجانهم المتخصصة.
هل أخذ مجلس الشورى ما يستحق من صلاحيات؟ وهل ترى أن هناك ضرورة لتوسيع صلاحياته؟
مجلسنا في المملكة بعد مولده الجديد سنة 1414هـ ، قفز قفزات جيدة بالنسبة لعمره مقارنة بالبرلمانات العالمية، لكنه ما زال في حاجة إلى العديد والكثير من التطوير والصلاحيات.
ما رأيك في قرار إمارة منطقة الرياض بفتح أبواب المجمعات التجارية للعزاب؟
استغربت أكثر أنها كانت مغلقة وممنوعة للعزاب حتى إني لما سمعت بقرار السماح لم أصدق أننا كنا نمنع الشباب من دخول الأسواق، فإن كان شبابنا بهذا السوء الأخلاقي الذي يستدعي مثل هذا القرار- وحاشاهم من ذلك- فهذا لا يصح أن يُعالَج بمنعهم من الأسواق، وإنما يستدعي استنفارا هائلا في جميع أجهزة الدولة التربوية والتعليمية والدينية والنفسية والاجتماعية لمعالجة هذا الخلل واجتثاثه من جذوره.
هل أنت من أصدقاء مواقع التواصل الاجتماعي، وهل ترى أنها ساحة صحية للحوار؟
لي صفحة في الفيس بوك، لا أكاد أخليها كل يوم من منشور تعليمي أو تصحيحي. وأراها وسيلة جيدة للتواصل، لا يصح أن ينعزل عنها المربون والمصلحون.
حاتم الشريف في سطور
• من مواليد الطائف 1385.
• حاصل على الدكتوراه من جامعة أم القرى 1422.
• عضو مجلس الشورى.
• له أكثر من 20 مؤلفاً مطبوعاً.