حين يصبح بعضُ المسؤولين أمام وسائل الإعلام للإدلاء بتصريح يفسر أزمة خانقة، فأنت موعود باجتماع "الكوميديا" و"التراجيديا" في مشهد واحد!. فالـ"كوميديا" ستكمن في مفاجأة الحدث وردة الفعل وكشفك للجانب الآخر من حياة المسؤول، إضافة لاستماعك لمفردات لا تصلح للاستخدام من قبل كتاب الجدران!

أما "التراجيدايا" فستحضر بقوة حين تعلم أن بينك وبين الحلول الفاعلة أمد بعيد، ستتواجد وأنت تشك بأن المسؤول لا يسكن معك ذات الأرض، وستشعر بها وأنت ترفع أكف الضراعة لله "منك الفرج يا الله وحدك"!. جرب أن تقرأ هذا التصريح الآن الذي جاء على لسان نائب رئيس شركة الكهرباء: "من يشتكي من انقطاع الكهرباء يشتري مولدا احتياطيا"! إن كنت قد استلقيت على قفاك من كثرة الضحك فلا تثريب عليك، فكمية "الكوميديا" هنا مرتفعة للغاية، فلحد اللحظة لا نعرف مولدا كهربائيا يستطيع الصمود في وجه الانقطاعات الطويلة لتيار شركة الكهرباء، ولكم أن تسألوا سكان "وادي الدواسر" أو أهالي منطقة "جازان"!. أما إن تقاطرت دموعك على وجنتيك، فلك منا خالص العزاء وصادق المواساة، خصوصا أن هذا التصريح جاء ردا على مواطنين أصبحوا لا يشاهدون أبناءهم إلا في النهار فقط.

حضر التصريح الكارثة عقب تصريح آخر من رئيس الشركة وعد فيه بصيف دون انقطاعات!. وبحسب الأوضاع السائدة فمن المتوقع ألا يكون التصريح السابق هو التصريح الكوميدي الأخير، بعد أن لم يكن الأول حين سبقته تصريحات لم تبتعد عنه كثيرا في كميه الضحك أو الدموع! فبعد أن فتح هذا الباب بالتصريح الشهير: "على المواطن السعودي أن يغير نمطه الغذائي" لم يغلق بتصريح: "مشتركو الإنترنت كل همهم غرف الدردشة، ولهذا تم رفع تسعيرة الاشتراك في الإنترنت".. ولم يقفل بتصريح: "قطاراتنا أقل حوادث على مستوى العالم".