تواصل أمانة المدينة المنورة إغلاق المدن الترفيهية بالمنطقة بعد أن أغلقت أخيرا حديقة البعيجان لتنضم إلى "درة المدينة، والحكير لونا بارك"، بدواعي انتهاء العقود المبرمة مع المستثمرين، حتى تحولت إلى أكوام من النفايات وتوقفت الحياة عن الأشجار والمسطحات الخضراء نتيجة انقطاع المياه عنها.
بوصلة المتنزهين أهالي طيبة اتجهت بعد الإغلاق صوب المناطق البرية، ومدن ترفيه المولات التجارية ذات الكلفة العالية على ميزانية الأسرة،حيث تكلف اللعبة الواحدة قرابة العشرة ريالات.
ورداً على استفسار وجهته لها "الوطن" أشارت أمانة منطقة المدينة المنورة على لسان ناطقها الإعلامي علي العلوي إلى أنها لم تغلق الحدائق العامة والمواقع الترفيهية ولكنها قامت بإشعار المستثمرين لتلك الحدائق بمضمون تعميم وزير الشؤون البلدية والقروية القاضي بإيقاف تأجير الحدائق العامة وإبقائها لما خصصت له متنفسا عاما للمواطنين والمقيمين مع فتح الحدائق العامة أمام الجميع بالمجان وإلغاء رسوم الدخول التي يتقاضاها المستثمرون من المواطنين وذلك تماشيا مع الهدف الذي أقيمت الحدائق لأجله .
وبحسب البيان فإن أمانة المدينة المنورة لم تستلم موقع حديقة لونابارك ودرة المدينة المغلق منذ أكثر من ثلاث سنوات لتبادر بتأهيلها مثل حديقة السرور وسد بطحان التي حولتها إلى مسطحات خضراء، ووفرت فيها عددا من الألعاب.
وقال المدير التنفيذى للهئية العامة للسياحة والاثار بمنطقة المدينة المنورة الدكتور يوسف بن حمزة المزيني :"إن إغلاق المدن الترفيهية في المدينة ليس من اختصاص الهيئة"، مبيناً أن المتنزهات البرية والمدن الترفيهية تشكل عناصر جذب وترفيه للأهالي والزوار، مضيفاُ أن فرع الهيئة يسعى بالتعاون مع أمانة المدينة كونها الجهة المعنية والمالكة للعديد من هذه المواقع لاستثمار وتنشيط هذه المواقع سياحيا.
وأشار المدير التنفيذي إلى أن الهيئة تعمل من خلال مجلس التنمية السياحية بمنطقة المدينة المنورة على توفير عناصر الجذب السياحي للمنطقة والرقي بالخدمات العامة المقدمة، مشيراً إلى أن العمل مع الأمانة لتأهيل وتطوير العديد من المواقع والمتنزهات القابلة للتطوير السياحي حيث يتركز دور الهيئة على إعداد المخططات والتصورات لتشغيل المواقع ويبقى طرحها للاستثمار أو التشغيل من مهام الجهات المالكة.
وعلق الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية في المدينة محمد عبدالله الشريف على أن إغلاق المدن الترفيهية ليس للغرفة علاقة به مشير إلى أن دور الغرفة ينحصر في حال تقدم المستثمر المنتسب للغرفة بشكوى للغرفة حيث تقوم الغرفة بتحويلها إلى اللجنة المختصة التي سوف تناقش مع تلك الجهات أسباب تظلم وتضجر المستثمر المنتسب للغرفة.
وعلمت "الوطن" أن تأخر بعض المستثمرين في التقدم إلى اعتراض لدى المحكمة الإدارية قبل انتهاء العقد بين أمانة المدينة والمستثمرين بنحو ستة أشهرمما أدى إلى رفض بعضها .
وبحسب رصد "الوطن" تحولت المدن الترفيهية لدرة المدينة بالحرة الشرقية وحديقة الحكير" إلى مساحات أرضية قاحلة بعد أن تحول إخضرار المسطحات والأشجار والنخيل إلى اللون الأصفر وتحولت إلى أكوام من النفايات وزجاج مكسر ومغلقة بالسلاسل .
وقال المشرف العام على متنزه البعيجان فهيد البدراني إن الأمانة أغلقت المتنزه بدواعي انتهاء العقد بين الأمانة والمستثمر ولا ترغب في الاستمرار في التأجير رغم أن الأمانة لم تنفذ شروط العقد التي تنص على إبلاغ المستأجر قبل فترة من انتهاء العقد.
وأضاف " الأمانة لم تلتزم بالعقد المبرم معنا ولم تبلغنا قبل وقت كافٍ للبحث عن بديل مشيراً إلى تخوف بعض رجال الأعمال من قرارات الأمانة مما يزيد من عزوف طلب رجال الأعمال للاستثمار بالمدن الترفيهية بالمدينة "، وأكد البدراني أن المحكمة الإدارية رفضت قبل الدعوى المقامة ضد أمانة المدينة من قبل المستثمر مشيراً إلى أن أكثر من 200 موظف وموظفة كانوا يعملون في المتنزه أصبحوا الآن عاطلين عن العمل بالإضافة إلى تضرر عدد من المستأجرين للمحلات المنتشرة بالحديقة .
وقال الوكيل الشرعي لمجموعة الحكير مصطفى محمد دويدي إن الأمانة طلبت إغلاق موقع " لونابارك" رغم أن العقد ينص على أنه من حق الطرف الأول تجديد العقد مع الأمانة تلقائيا بعد انتهاء العشر سنوات الأولى بعشرة أعوام أخرى.
وبين دويدي أنه تقدم بشكوى لوزير الشؤون القروية الذي أمر بتشكيل لجنة للمثول للموقع الذي نال استحسان اللجنة من حيث الموقع والإنشاء الذي كلف الشركة أكثر من 40 مليون ريال لم تصل إلى رأس المال بعد الإغلاق الآن خاصة أننا استثمرنا 7 سنوات وثلاث قبلها للتأسيس .
وأشار إلى أن اللجنة قدرت الموجودات على الطبيعة بنحو 20 مليون ريال ومع ذلك لم يسمح لنا بالعمل منذ عامين وتقدمنا إلى المحكمة الإدارية في المدينة التي قبلت الدعوي وحددت جلسة في الشهر القادم.
وأبدى مواطنون بالمدينة المنورة استياءهم من سياسة أمانة المدينة المنورة التي تغلق المواقع بصورة سريعة دون اتخاذ خطط بديلة تحقق المصالح المشتركة بين الجميع .وقال المواطن عبدالله الحربي أصبحت المدينة خالية من المدن الترفيهية التي يطمح لها السكان والسائحون مشيراً إلى أن الأمانة أغلقت ثلاث حدائق خلال فترات متقاربة دون إنشاء حدائق جديدة.
وبين الحربي أن الأمانة تنشيء مسطحات خضراء دون وجود حدائق تناسب كافة الأسر التي يجب أن تذهب إلى المولات الكبيرة دون وجود جلسات أرضية للمتنزهين للجلوس.
وقال المواطن سعود السهلي إن أمانة المدينة وضعت الأقفال على أبواب حديقة الحكير والبعيجان والقاضي منذ إغلاقها قبل عامين وأكثر دون إعادة فتحها أو استثمارها.
وتخوف السهلي أن تتحول منطقة المدينة إلى مدينة إسمنتية تقل فيها المسطحات الخضراء والحدائق التي يجد المواطنون فرصة للتنزه فيها.
وقال صالح محمد إن شباب المدينة محرومون من وجود ملاهٍ ذات مواصفات عالمية ، إضافة إلى أن الأمانة تغلق بعض الملاهي ونضطر إلى السفر إلى محافظة جدة للبحث عن المدن الترفيهية في ظل افتقار المدينة لأماكن الترفيه.
وأكثر تأثرا من مشهد الأصفاد التي أغلقت بها حديقة البعيجان الأطفال حيث إن الطفلة رينا الجهني قالت" خلاص ما في ملاهٍ في المدينة" وليست الطفلة رينا هي الوحيدة بل الكثير من الأطفال عادوا إلى منازلهم بعد أن أغلقت أبواب المدن الترفيهية أمامهم منذ سنوات.