باشرت لجنة تحقيق خاصة استجواب عدة متهمين بتعنيف الطفل وائل سمير عبد الله خالد، والبالغ من العمر أربعة أشهر و19 يوما.
وكان الطفل الذي يقيم بقسم طيورالجنة بجمعية البر بجدة، تعرض لعنف وسوء معاملة نتج عنهما كسر مضاعف في الفخذ الأيسر، وكدمات متفرقة مطلع الأسبوع الماضي.
وعلمت "الوطن" من مصادر مطلعة، أن الاستجواب طال مسؤولين بالجمعية ومديرتها وممرضات وحاضنات بقسم الأطفال، للاستفسار عن وضع الطفل والقائمين على العناية به، فيما تواصل اللجنة تحقيقاتها تمهيدا لإحالتها لجهات الاختصاص في هيئة التحقيق والادعاء العام.
وأكدت أن شرطة جدة تلقت بلاغا بتعرض طفل رضيع لكسور وكدمات بسبب تعرضه لعنف في جمعية البر بجدة، وباشرت فرقة من القسم التوجه إلى الجمعية، وأجرت تحقيقا مبدئيا حول الواقعة، واتضحت صحة تعرض الطفل لعنف، وأن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المسؤولة عن العناية بالطفل هي المسؤولة الأولى عن القضية، وكذلك مسؤولون ومسؤولات بالجمعية ساعدوا في التستر عليها، وأن ملف التحقيق ستتم إحالته لهيئة التحقيق والادعاء العام هذا الأسبوع لاستكمال التحقيقات.
من جانبه، قال مدير جمعية البر بجدة مازن بترجي في تصريح إلى "الوطن" أمس إن واقعة إصابة الطفل حادثة عارضة وقعت دون عنف جسدي، مشيرا إلى أن لجنة من عضوات هيئة حقوق الإنسان زارت مقر الجمعية واطلعت على مجريات التحقيق بالحادثة، وأن الأم البديلة تعمل بالجمعية منذ 15 عاما، ولم تصدر منها أية حوادث ضرر ضد الأطفال.
وفي الوقت الذي نفى فيه مساعد مشرف الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان إبراهيم النحياني لـ "الوطن" صحة ملاحظة تعرض الطفل لإيذاء جسدي، وفقا لتحقيقات وفد حقوق الإنسان، وتأكيده أن واقعة إصابة الطفل لا تصنف ضمن العنف الجسدي، أكدت مديرة القسم النسائي بجمعية البر نجلاء اليامي لـ"الوطن" أن الخطأ الذي وقع من الأم البديلة كان دون قصد، كاشفة أن شرطة جدة باشرت التحقيق مع الأم البديلة التي أكدت أنها لم تتعمد إيذاء الطفل، وأن الحادثة وقعت أثناء عنايتها به، وأن تحقيقا موسعا يجري مع منسوبات الجمعية حاليا، مفيدة بأن تقرير الطبيب المعالج كشف عن أن الطفل الذي يتناول حليب خارجي يعاني من هشاشة عظام بسيطة ولم يتعرض لإي إيذاء جسدي.
إلى ذلك، نفت جمعية البر بجدة تعرض الرضيع لاعتداء جسدي وإهمال من قبل المسؤولين في الجمعية، كاشفة في بيان لها أمس، أن الحاضنة لاحظت احمرارا وانتفاخا في ساق الطفل، وبمراجعة العيادة الطبية الداخلية بالدار تم نقله إلى مستشفى خاص، وتم اكتشاف كسر في فخذه الأيسر.
وأوضحت الجمعية أنها اتخذت الإجراءات اللازمة حيال الحاضنة، بعد أن أجرت تحقيقا معها، ومع جميع المسؤولات في قسم الحضانة، وأنها تلقت اتصالا مساءَ الخميس الماضي من شرطة جدة يفيد بوجود بلاغ من حقوق الإنسان عن تعرض الطفل لاعتداء جسدي وإهمال من قبل المسؤولين في الجمعية.
وقالت الجمعية "إن قسم طيور الجنة بالدار احتضن 9 أطفال رضع، تم احتضان 7 منهم في أسر حاضنة، ويتبقى حاليا طفلان يقيمان بالقسم، وأن الدار لم تشهد منذ 30 عاما أية حوادث لنزلائها الأمر الذي يؤكد أن ما حدث للطفل عرضي وغير مقصود.
وكان عضوا منظمة العفو الدولية، المستشار القانوني إيهاب السليماني، والمحامي طلعت عطار، قد أصدرا أول من أمس بيانا حول انتهاك صريح لحقوق الإنسان في جمعية البر بجدة. وقال السليماني في البيان، إن جمعية البر حاولت التستر على قضية تعنيف الطفل، وحجزته، ومنعت تصويره، وإنه استطاع هو وزميله، الاطلاع على الموضوع والحصول على صور للطفل المعتدى عليه، وتم على الفور إبلاغ الشرطة التي بدأت تحقيقاتها في هذه القضية، مطالبا بكشف أسباب الاعتداء والمتسبب فيه، ومحاسبة المعتدي، مؤكدا عدم قبول هذا التصرف مهما كانت الأسباب.
وقال الدكتور وائل السليماني لـ"الوطن" أمس "إنه شارك في إعداد محضر بالواقعة في شرطة السلامة شمال مدينة جدة ضد الجمعية، وعلى الفور تم فتح تحقيقات موسعة في الاعتداء الذي تعرض له الطفل"، مضيفا أنها تمت مخاطبة وزير الشؤون الاجتماعية بالحادثة"، مطالبا بإعادة النظر في أنظمة الجمعيات الخيرية وتأهيل موظفيها بما يحفظ حقوق الإنسان.