لماذا الغضب من معالي وزير الزراعة، كل الحكاية أنه كشف ما هو مكشوف أساسا، وبدلا من أن يقول للمواطن "رُح اشتر" اللحمة الحمراء، لأن وزارة الزراعة ستتغلب على هذا الغلاء الفاحش بمشروعات تدعم المزارع وأصحاب المواشي لجعل سوق العرض أكبر من سوق الطلب فترخص الأسعار، فهو يكشف الحقيقة بأن اللحم الأحمر "نااار يا حبيبي نااار"، وأن "الدجاجة" بشحمها ولحمها الأبيض، هذه التي "تِكاكي" صباحا، وبتنا نخشى أن "نُكاكي" معها من كثرة أكلها، بعد أن باتت تهز وسطها في "قدور الكبسة" فهي من يحظى بقدرة شرائها ذوو الدخل المحدود الذين أتشرف كثيرا بأني منهم وجميع من ينتمون للطبقة المتوسطة ممن بقي على وجه "البسيطة "بعد "حُمرة" الأسهم وما أدراك ما حُمرتها! ويكفي أن تذهب إلى أي سوبر ماركت وتشاهد عربات الإخوة المواطنين لترى "الدجاج المجمد" الذي سكن الثلاجة شهورا، هو من يبرد على قلوبهم "كراتين كراتين"! ولا أعلم تذكرت ذلك المشهد الفكاهي للممثل عادل إمام في أحد أفلامه "اللحمة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب" فيا ترى هل سنشاهد فايز المالكي يوما في سكتم بكتم يقول "اللحمة بمية ريال والحسابة بتحسب"!

وبصراحة لفت نظري في تصريح وزير الزراعة ما هو أخطر من غلاء اللحمة بحسب ما نقلته العربية نت عنه بـ"إن زيادة الطلب على لحوم الدواجن ناتج عن زيادة أسعار اللحوم الحمراء، فهذه ديناميكية موجودة في الأسواق، من المفترض أن تكون هناك قدرات للتعامل معها "وأتساءل هل هذا يعني استمرار تصاعد الأسعار للحوم الدواجن نتيجة استمرار غلاء اللحوم الحمراء! ثم إن لم تكن وزارة الزراعة ووزارة التجارة لديهما قدرات لتتعاملا مع هذا الغلاء أو "الديناميكية بالأسواق" كما صرح معاليه فمن سيواجه ذلك بالقدرات؟! يبدو أن هذه "الديناميكية" في أسواقنا لا حل لها سوى "النكتة" والتعليقات التويترية والفيسبوكية المضحكة والساخرة للتنفيس عن غضب مكبوت، ولكن أخشى أن يأتي اليوم الذي نودع فيها كبسة الدجاج أيضا لغلائه، كما ودع بعضنا كبسة اللحم! صحيح أن ذلك سيخفف على وزارة الصحة "المريضة" بـ"تخمة المرضى" هم أدوية الكلسترول والذي منه! لكن أخشى أن بطوننا بعد أن تعودت على "كوكوة الدجاج" فلن تجد سوى "العدس" لأنه غني بالحديد والفسفور والفيتامينات خاصة فيتامين "ب" المفيد جدا "للعصبيين" أمثالنا! وحينها لا أعلم ربما تنفع "كبسة عدس" هذا طبعا إذا ما نجا من"ديناميكية" الأسواق!

بالمناسبة، يبدو أن شوربة العدس التي تناولتُها ليلة الأمس تُوحي لي بمقال "المسؤولون والمسؤولات البقوليات" ما رأيكم؟! يصلح أن يكون مقالا على وزن مقالي "الرجال الخضروات" لمن يقول "النساء فواكه"!؟