في خضم مهزلة اقتحام السفارات التي حدثت قبل أسابيع، لاح في الأفق محور جديد جدير بالاهتمام هو التحالف الفكري للحركيين مع مراكز الأبحاث الغربية، لنسبة كل هذه الفوضى إلى الفكر السلفي.. هو تحالف وضعت أساساته منذ الثمانينات حيث بزغت الحاجة عند تلك المراكز التي تقدم رؤيتها لعشرات السنين لإسلام جديد..
لكن درة تاج هذا التوجه هو تقرير مركز أبحاث راند 2007 "مسلمون جدد" ثم تطور بعد الربيع العربي إلى "سلفيون جدد" ونشر معهد واشنطن للدراسات نموذجا للسلفية الجديدة واختاروا شخصيه تمثل زعامة الحركيين.
وبينما كان بعض الشباب غير المدركين يتسلقون السفارات كان أعظم مفكري الحركيين (الغنوشي) يقول أنقذونا من السلفية فهي سبب الفوضى مواصلا الغزل لصانعي القرار في واشنطن، وغيره كثير ممن ألمح أو صرح أن السلفية هي سبب الفوضى.
الغريب والمحيِّر للغاية أنه عندما وقف علماء السلفية ضد الفوضى في الربيع العربي أسماهم الحركيون علماء سلاطين وجامية.. والغريب أيضا أن السلفي الجديد وصديقه ومعلمه في تونس كانوا يقودون الثورات على (عبيد الأمريكان).. بئس الفكر الذي قادنا لكل هذه الدماء.. سلفيتنا هي احترام العهود وصيانة النفس والعرض والمال.. سلفيتنا هي الصدق وليس التشقلب.. هي اتباع ما جاء به سيد الخلق بلا بدع أو تنطع.
ترويج الإسلام الجديد والإسلاميين الجدد وتصوير السلفية على أنها وراء كل شر.. يراد به قلعة التوحيد وحصنها.. وبعد كل هذا ما زال بعض علمائنا يجاوبون هل المناكير حلال أو حرام.
أرجوكم كفى..هذا وقتكم للدفاع عن وطنكم وعقيدته ومعتقده.. والله غالب على أمره.