يرى محللون أن تصاعد أعمال العنف في سورية خصوصا بعد التفجيرين اللذين هزا دمشق أول من أمس، يهددان مهمة المبعوث المشترك كوفي عنان ويدفعان البلاد أكثر فأكثر إلى حافة الحرب الأهلية. ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة باري سود خطار أبو دياب إن "سورية توشك على الغرق في دوامة الحرب الأهلية، تحت أنظار المجتمع الدولي الذي لا يتحمل مسؤولياته". ويقول أبو دياب إن وقف إطلاق النار الذي أعلن في 12 أبريل "لم يحترم، إذ لم يسمح للناس بالتظاهر السلمي، ولم يطلق سراح المعتقلين السياسيين". وبحسب أبو دياب، فإن خطة عنان هي المخرج الوحيد للأزمة السورية، وفي ظل عدم وجود بديل لهذه الخطة فإن الأزمة تدخل في طريق مسدود.
ويرى المحلل في مجموعة الأزمات الدولية بيتر هارلينغ أن "سورية تشهد تنوعا في أعمال العنف" من هجمات مسلحة واغتيالات إلى الاشتباكات العسكرية التي لم توفر العاصمة دمشق في الآونة الأخيرة. ويضيف أبو دياب "على غرار ما كان يجري في الجزائر في التسعينات، سيكون من الصعب أن نعرف من يقف وراء هذه الهجمات".
ويرى بعض الخبراء أن النظام السوري يستغل حالة عدم الوضوح هذه ليسوق روايته بأن القاعدة وأجهزة استخبارات خليجية تقف وراء أعمال العنف في البلاد منذ 14 شهرا. ويقول مدير معهد كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط بول سالم إن "الثورة السورية لا علاقة لها بالقاعدة". ويضيف "أنها مرتبطة فقط بالشعب السوري الذي لم يعد قادرا على احتمال الوضع في بلده، على غرار ما جرى في العديد من الدول العربية التي خرج مواطنوها للمطالبة بحقوقهم". ويرى سالم أن "النظام السوري ومنذ اليوم الأول رد على المحتجين بالحرب وقد خلق حربا فعلا وهو سيتحمل على الأرجح تبعاتها". ويضيف أن "الوضع في سورية معقد لأنه يجمع بين مسارين: ثورة ضد نظام مستبد من جهة، وتوتر طائفي سني-علوي من جهة أخرى". وفي هذا السياق، تخوف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء الماضي من اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق في سورية قد تمتد آثارها إلى المنطقة.
ويرى هارلينغ أن إحدى المشاكل تكمن في أن الغرب "يدعم مهمة لا يؤمن بجدواها"، مضيفا أن "مهمة عنان ولدت من رحم التناقض في مواقف المجتمع الدولي".