سأكون واحدا ضمن أربعين شخصا يجتمعون اليوم في العاصمة الرياض على مدى ثلاثة أيام لرسم ملامح الخطة الاستراتيجية لجامعة الحدود الشمالية، حتى يتحقق الهدف الحقيقي من قيام هذه الجامعة. ولأنني بدأت أفتقد مهارة الكتابة باليد، فقد فتحت أمامي مذكرة في شاشة الـ iPad، وطرحت على نفسي سؤالا عريضاً: ما الذي تريده من جامعة الحدود الشمالية؟!
وهذا ما كتبته إجابة عن سؤالي لنفسي: ضرورة وجود برنامج عملي لتوفير موارد مالية ذاتية مستمرة للجامعة على مدى العقود القادمة؛ حتى لا تتعطل مشاريع الجامعة البحثية والعلمية، ومستشفيات الجامعة المنتظرة، في حال قلت موازنة الدولة تحت أي ظرف لا سمح الله، فنحن يفترض أن نبني للأجيال القادمة -"نبْني كما كانت أوائلُنا.. تَبْني ونَفْعل مثلَ مافَعَلُوا"- لا ينبغي أن تعتمد الجامعة اعتمادا كليا على الدولة.. ولا بأس من الاستفادة من رؤية جامعة الملك سعود في مشاريع الوقف العملاقة: مزيج من التكافل الإنساني والشراكة الاستراتيجية في إنشاء ورعاية مجتمع المعرفة.
النقطة الثانية ضرورة انفتاح الجامعة على المجتمع.. فنحن اليوم لا نعرف أن لدينا جامعة حتى نمر بجوارها! يجب الاستفادة من تجربة الجامعة الإسلامية في إزالة الأسوار التي كانت تحول بينها وبين المجتمع.. الجامعة ليست كلية طب وهندسة وحسابات فقط.. الجامعة يفترض أن تكون منارة إشعاع حضاري ومعرفي، تصل ثمارها إلى كل بيت في الحدود الشمالية.
النقطة الأخيرة أن تسعى الجامعة لأن تكون نواة لجامعات أخرى في المنطقة، تماماً كما كانت جامعة الملك سعود نواة للكثير من الجامعات الناشئة اليوم.
انتهت المساحة، ومن المؤكد أننا سنقول أشياء أخرى في غرفة الاجتماع!.. فقط أرجو ألا تسألوني لماذا تجتمعون في الرياض وليس في رفحاء أو عرعر - لأنني لا أدري!