إيمان سعد الغامدي
كتابتي بآخر الليل هي إحدى الأوقات التي أشعر فيها بالصفاء حينها أجدني أبحث عن أي ورقة أجدها أمامي لأخطّ ما يمليه عقلي من أفكار وذكريات أو حتى تساؤلات عميقة تجعلني أعيد التفكير مرة واثنتين وثلاثا..هل التفكير العميق يجعلنا نرغب بالحياة أكثر؟
أليس من المفترض أن يكون الليل هو مآل الكادحين والعاملين بالنهار؟ أليس الليل هو راحة الكادحين بهذه الحياة؟..
لطالما ارتبط الليل بالحزن والحنين الذي يقطع القلب شوقا لأشخاص فقدناهم منذ زمن طويل.. لا رجعة لهم.. لا رجعة لأطيافهم.. شعور الفقد دوما محزن ويدمي القلب احتراقاً لمجرد التفكير بهم..
خواطر آخر الليل ماذا تعني لأصحابها؟ مجرد أن تسرح بخيالك وتبدأ الأفكار بالتواتر وترغب بالوصول إلى جرف ما, لا أن تصل لشاطئ ما بل أن تسقط مرارا من أعلى الجرف.
أحلام وطموحات لا تستطيع أن تجد الأمان والطمأنينة, لأي جهة ستصل وأي مركزية ستستقبلها, فالأفضل لها ألا يعلم عنها أحد, نعم ستبحث عن أسهل الطرق للابتعاد والهروب لمكان لا يخطر على بال أحد, أين المفر؟ وكيف السبيل للوصول لمبتغاي.
الجميع يعلم أن اللحاق بركب الحالمين بتحقيق طموحاتهم يعتمد على قوة عزيمة الشخص, وطريقة تعامله مع الواقع الذي يعتمد على مرجعية رائعة من ثقته بنفسه وتحدي الصعاب وعدم اليأس وفقد الأمل وعدم التأثر من كلام الساخرين الذين نقابلهم يوميا مرارا وتكرارا.. على الرغم من أني قرأت في مكان ما أن ( أسلوب السخرية رخيص لا يستخدمه إلا من فقد قيمة ذاته)..
أيها الساخرون اسخروا وقولوا ما شئتم فالزمن كفيل بتحقيق الأماني والأحلام القابعة في أفكار شخص ما.
فالإنسان الناجح يبحث جيداً عن خيارات ممتازة أو بالأحرى خيارات مثالية ليست موجودة إلا بالخيال أحياناً لكن الإنسان المتميز هو من يصنع خياراته من الظروف المتوفرة لديه.