قتل نحو 55 شخصا وأصيب مئات آخرون في انفجارين هزا دمشق أمس في واحد من أعنف الهجمات التي تشهدها سورية منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من عام، فيما حث رئيس بعثة المراقبين الدوليين روبرت مود "الجميع في سورية وخارجها" للمساعدة على وقف أعمال العنف.
وانفجرت سيارتان ملغومتان بشكل شبه متزامن قرابة الساعة الثامنة صباحا بتوقيت دمشق في منطقة بها مجمع للمخابرات السورية، وذلك أثناء "توجه الموظفين إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم. وأفاد شهود عيان أن أشلاء بشرية كانت متناثرة في الموقع، وأن عددا من المباني والسيارات في المكان تضرر جراء الانفجار الذي ترك حفرة بعمق ثلاثة أمتار. وجاء الهجومان غداة تفجير وقع لدى مرور موكب للمراقبين الدوليين من بينهم مود في درعا أسفر عن إصابة عدد من الجنود المرافقين بجروح.
وسارع المجلس الوطني السوري إلى اتهام النظام بتدبير انفجاري دمشق "ليقول للمراقبين إنهم في خطر وليقول للمجتمع الدولي إن العصابات المسلحة والقاعدة تتجذر في سورية". وقال سمير نشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني المعارض "إذا كانت القاعدة وعصابات إرهابية تقوم بالتفجيرات، لماذا لم تفجر يوم الانتخابات لتمنع الناس من المشاركة فيها؟" وتوقع نشار أن تستمر التفجيرات "لا سيما في أيام الجمعة أو قبل ايام الجمعة للحد من التظاهرات التي يعجز النظام عن كبحها". وأضاف "للأسف، تأخر المجتمع الدولي في سورية يفتح المجال للنظام للقيام بالمزيد من هذه الأعمال".
وأثناء زيارة إلى موقع الانفجارين، قال رئيس فريق المراقبين الدوليين "هذا مثال آخر على ما يعانيه الشعب السوري من أعمال العنف. لقد شاهدنا هذه الأعمال في دمشق وفي مدن وقرى أخرى في سورية". وتابع "أود أن أعبر عن تعازي الخالصة إلى أولئك الذين فقدوا أعزاء لهم في هذا الحادث المأساوي، وإلى كل الشعب السوري الذي يعيش حوادث مأساوية مماثلة بشكل يومي منذ أشهر طوال". ودان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي عنان التفجيرين، مؤكدا أن "هذه الأعمال المشينة غير مقبولة ويجب أن يتوقف العنف في سورية". وأوضح المتحدث أحمد فوزي في بيان أن عنان يدين "بأقصى العبارات الاعتداءات التي وقعت في دمشق". وأضاف فوزي أن عنان "يأسف للخسائر في الأرواح نتيجة الانفجارين ويقدم تعازيه إلى أسر الضحايا".
وفي المقابل دانت فرنسا "بحزم" التفجيرين وحملت النظام السوري "المسؤولية الكاملة" عن أعمال العنف في سورية. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن "النظام يتحمل المسؤولية الكاملة في الفظاعات التي تشهدها سورية". وأضاف "من خلال اختياره القمع الأعمى والوحشي، غرق النظام في دائرة عنف لا مخرج منها". كما دان الاتحاد الأوروبي الاعتداءات، معتبرا أن عودة العنف إلى سورية يجعل مهمة عنان "أصعب لكن أكثر أهمية أيضا". وقال المتحدث باسم الدبلوماسية الأوروبية مايكل مان إن "التصعيد في التفجيرات والانتهاكات المتواصلة لوقف إطلاق النار يجعلان من مهمة عنان أكثر صعوبة وإنما أيضا أكثر أهمية".
ودعت الصين وروسيا جميع الأطراف في سورية إلى "وقف العنف". وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للصحفيين بعد محادثات في بكين مع نظيره الصيني يانج جيشي "نطلب من جميع الأطراف وقف العنف والتعاون مع عنان". ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصيني هونج لي كذلك إلى إنهاء العنف". وصرح لافروف للصحفيين أن روسيا لن تغير موقفها من الوضع في سورية.
مواقف•
سمير نشار: إذا كانت القاعدة تقوم بالتفجيرات فلماذا لم تفجر يوم الانتخابات.
•روبرت مود: ندعو الجميع للمساعدة على وقف أعمال العنف.
•سيرجي لافروف: نطلب من جميع الأطراف التعاون مع عنان.