يتوجه الأحد المقبل وفد من قوى 14 آذار(مارس) اللبنانية إلى منطقة عرسال في البقاع لزيارة وتفقد النازحين السوريين هناك والبالغ عددهم أكثر من 10 آلاف ينتشرون في عرسال وبعلبك وبعض القرى المحيطة، الذين حرموا من أبسط المساعدات الإنسانية بعد أن منعت الحكومة اللبنانية هيئة الإغاثة التي تعمل في الشمال من مد يد المساعدة إليهم دون معرفة الخلفيات الحقيقية لمثل هذا القرار.

وقال المعارض السوري ماهر أسبر في حديث لـ"الوطن" إن حجة ميقاتي بأن "لا بيئة حاضنة للنازحين في البقاع" يترك تأثيره على اتخاذ مثل هذا القرار في الحكومة"، مشيرا إلى حالات جرحى لم يعالجوا كما ينبغي ويحتاجون للنقل إلى مستشفيات بيروت لأن علاجها معقد ويحتاج إلى مساعدة أخصائيين بسبب كسور في العظام". وأوضح أن "النازحين في البقاع لا يستطيعون التحرك بحرية لاسيما بعد تسجيل حالات خطف إذ أحصينا أكثر من 30 حالة"، معتبرا أن ميقاتي محرج في موضوع النازحين في البقاع بسبب حزب الله، الذي لا يوافق حتى على توزيع مساعدات من هيئات دولية. وأشار في هذا الإطار إلى شحنات أدوية كانت تنتظر موافقة الحكومة اللبنانية لإدخالها لمعالجة النازحين بقيت متوقفة تسعة أشهر ولم يسمح لها بالدخول إلى أن فسدت.

من جهته، اعتبر النائب انطوان سعد أن كلام "ميقاتي حول اختلاف الوضع والظروف بالنسبة إلى اللاجئين السوريين في البقاع وعكار "مجرّد كلام سطحي ولا يمكن تصديقه بأي شكل من الأشكال، وكيف يقبل ميقاتي مساعدة اللاجئين في عكار في الوقت الذي يتهرب فيه من تقديم أي مساعدة للسوريين في البقاع". وأشار إلى مساعٍ عديدة من قبل وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبوفاعور، لإيجاد حل لهؤلاء النازحين، ولكن لا أحد يستجيب "لأن هذه حكومة حزب الله الناطقة بلسان النظام السوري، وليست إطلاقاً حكومة لبنانية تمثّل شعبها، لذا لا أنتظر من تلك الحكومة القيام بأي مبادرة إنسانية تجاه هؤلاء". وقال إن "سورية لها يد أساسية في منع حكومة ميقاتي من مساعدة أي لاجئ ومحتاج، وحكومتنا تنفذ أوامر المعلمين في سورية".

وأكد عضو كتلة "المستقبل" النائب زياد القادري أن "أعداد النازحين تزداد بلبنان، والدولة تكيل بمكيالين في هذا الخصوص، والوزراء يرفضون المساعدة، ويقولون إن من يأتون من سورية هم مجرمون وإرهابيون، وهذا الكلام أصبح مملاً". وقال متوجها إلى ميقاتي "صلاحياتك خولتك التمويل من الهيئة العليا للإغاثة، استعمل هذه الصلاحيات لمساعدة النازحين في البقاع إلا إذا كانت حساباتك الشمالية تطغى على حساباتك الإنسانية".

بدوره، اعتبر رئيس بلدية عرسال علي الحجيري أن "هناك مؤامرة على اللاجئين في البقاع كما هي مؤامرة على البقاع من قبل النظام السوري وأعوانه في لبنان، حيث في السابق تم اختراع كذبة عن وجود لعناصر القاعدة في قرى البقاع وتحديدا عرسال". ويضيف "موضوع تقديم المساعدات إلى النازحين في البقاع أمر إنساني لا علاقة له بالسياسة ويجب الإنصاف بين جميع النازحين".